×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

أهالي تنومة.. متى تطمئن نفوسهم؟!

 2008-04-30 05:33:00// الكاتب / محمد بن علي الهرفي *
منذ حوالى ثماني سنوات وأهالي تنومة لا تكاد تهدأ نفوسهم، فالقلق يعصف بهم، والخوف من الأمراض والتهجير وتدمير بنيتهم الزراعية وإفساد بيئتهم الجميلة المتميزة كل ذلك وربما أكثر منه جعل القلق يعصف بكل جوانب حياتهم، كما جعلهم يتطلعون هنا وهناك بحثاً عن منقذ، وما زال بحثهم مستمراً، وما زالت حياتهم قلقة مضطربة!!
إحدى الشركات الصناعية في بلادنا أرادت الحصول على ترخيص من وزارة البترول لاستخراج مادة الفلوسبار الذي يشكل واحداً من أهم احتياجاتها الصناعية فما كان منها إلاّ أن اتجهت الى تنومة والى واحد من أفضل الأمكنة السياحية في بلادنا فاختارته لأعمال هدمها وحفرياتها التي لا تبقي ولا تذر.هذا المكان الضحية مليء بالغابات الطبيعية وآلاف أشجار الزيتون المعمرة، وكل مقومات الحياة الفطرية الرائعة، وفوق هذا كله مليء بالمنازل والمساجد والمدارس وسواها كالطرق والمقابر والمتنزهات التي يغشاها أهالي المنطقة.
ومع هذا كله فإن كل ذلك لم يشفع لهذا المكان ليبقى على حاله، بل ان المصلحة كانت تقتضي مزيداً من العناية به ليكون مقصداً لكل المواطنين في بلادنا ولسواهم -أيضاً- من القادمين من خارج بلادنا ما دمنا نتحدث عن السياحة وأهميتها، إلاّ إذا كان الحديث شيئاً والفعل شيئاً آخر!!
وزارة البترول أعطت الشركة ذات العلاقة موافقة مبدئية على ممارسة تنقيبها عن ذلك المعدن في هذه المنطقة التي ينبغي أن تكون محرمة على مثل هذه الأعمال المفسدة للبيئة والضارة بالإنسان.
لعل من اعطى هذه الموافقة كان يجهل طبيعة المكان عندما أعطى تلك الموافقة قبل حوالى ثماني سنوات ولكن ما عذره الآن بعد أن عرف ما كان يجهله سابقاً؟؟
إن مجلس الوزراء أصدر قراراً واضحاً في 14/5/1421هـ أكد فيه أن أي امتياز للتنقيب يجب ان لا يكون في مناطق مكسوة بغطاء نباتي طبيعي، وان لا يكون كذلك من المنشآت الحضارية والأثرية والاقتصادية.. وهذه الأشياء كلها موجودة في ذلك المكان المستهدف وفوقها أكثر من ذلك بكثير فما بال وزارة البترول لا تحرك ساكنا؟؟
الهيئة العليا للسياحة في بلادنا لها جهود مميزة، وهي تعمل في كل مكان لتطوير السياحة في بلادنا، وأظنها تعرف ان منطقة جنوب المملكة متميزة بغاباتها ومناخها المتميز وانها -لو طورت- لأصبحت من الأماكن المفضلة في بلادنا للسياحة -صيفاً وشتاءً- فما بالها لم تتحرك بجدية لإيقاف هذه المهزلة؟؟
عرفت ان سمو الأمين العام للهيئة خاطب وزارة البترول بهذا الشأن، وعرفت -أيضاً- ان اجابة الوزارة لم تكن دقيقة وتمنيت لو ان سمو الأمير أرسل من يثق به الى المنطقة مباشرة ليطلع بنفسه على المكان المستهدف وليته يفعل ذلك!!
وبالمناسبة فإن المنطقة الجنوبية كلها تُعدّ واحدة من أهم مناطق السياحة في بلادنا، فإن اردت الأجواء الدافئة في الشتاء وجدتها في جازان وتهامة ورجال المع وسواها من المناطق المجاورة لها.
وإذا أردت السواحل الرائعة والحياة البحرية الجميلة وجدتها في فرسان وجزرها الجميلة التي تزيد عن مئتي جزيرة كلها غير مأهولة الا ثلاث فيما أعرف.
واذا أردت الأجواء الباردة صيفا مع الامطار والتمتع برؤية الغابات الرائعة وجدت ذلك من الطائف حتى أبها جنوبا.
واذا اردت الاخلاق الكريمة والاستقبال المميز وجدته في كل تلك المنطقة التي حدثتك عنها!!
ماذا يريد السائح أكثر من هذا كله، وفي أجواء آمنة اعتاد عليها في سائر بلاده؟! ومرة ثانية: أين الهيئة العليا للسياحة عن هذا كله؟!
أعود مرة أخرى الى تنومة وأهلها والى تلك الشركة التي تهدد مستقبلهم دون ان يروا أي تحرك جاد يوقف هذا كله.
عرفت ان أكثر من جهاز حكومي في المنطقة وسواها اعترضوا على تمكين الشركة من ممارسة التنقيب في تنومة نظراً للأضرار الكبيرة التي ستحدثها تلك الشركة لو فعلت ذلك، وعرفت أيضاً ان هناك مساعي أخرى في الاتجاه نفسه وعرفت أخيراً أن المسألة لم تنته بعد.
الشيء الذي أود قوله ان وزارة البترول لا تتعمد الحاق الأذى بالمواطنين، كما لا تتعمد الحاق الأذى بالبيئة ولا بالطبيعة التي تتميز بها تلك المنطقة، ولكن -مع هذا كله- فان اعطاءها تصريحا للشركة يتنافى مع كل ما قلته، وهنا لا بد ان يتحرك معالي الوزير شخصياً لحسم هذه المشكلة بنفسه والموضوع يستحق ذلك، بل يستحق أكثر من ذلك..
الاوراق التي تتنقل ما بين دائرة وأخرى لن تحل اشكالاً ولن تنصف أحداً، وربما قيل فيها مالا صحة له بسبب أو لآخر، ولكن زيارة للوزير لمدة يوم واحد تكون مرتبة بصورة جيدة يحضرها بعض أهالي المنطقة الذين يعرفون الموقع جيداً ستحل المشكلة وتنهي معاناة استمرت لثماني سنوات وقد تزيد ان لم يتحرك معاليه مباشرة.
واجدني راغبا في مخاطبة اصحاب الشركة الذين يعرفون الموقع وسلبياته مع الاهالي لأقول لهم: هل تطاوعكم ضمائركم على هدم حياة المئات من أبناء بلدكم مقابل الحصول على ثروات زائلة لا يبقى لكم منها الا السمعة السيئة؟؟ بلادنا -ولله الحمد- واسعة فلماذا لا تبحثون عن أماكن بديلة لا تكون فيها اساءة لأحد؟!
وأخيراً.. متى ينام التنوميون بهدوء وراحة بال؟؟
* اكاديمي وكاتب سعودي
جريدة عكاظ
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر  

طب وصحة

الاستيقاظ في الساعة 6:30 صباحًا يمكن أن يطيل العمر بإذن الله
/ 24 رمضان 1445

الاستيقاظ في الساعة 6:30 صباحًا يمكن أن..

البروفيسور أليكسي سيتنيكوف، الذي يتخصص في العلوم النفسية والاقتصادية والفلسفية، يشدد على أن الجسم يبدأ في عملية الشفاء الذاتي عند الالتزام بوقتين مثاليين للنهوض وممارسة الرياضة. ينصح البروفيسور الأشخا..

الغضب المستمر: تأثيراته السلبية على الصحة البدنية والعقلية
/ 07 شعبان 1445

الغضب المستمر: تأثيراته السلبية على الصحة..

الغضب هو عاطفة قوية تتميز بالشعور بالعداء تجاه شخص أو شيء ما. على الرغم من أنه في بعض الأحيان يمكن أن يكون محفزًا للعمل، إلا أن الغضب المستمر أو الشديد يمكن أن يكون ضارًا للصحة. الدكتور ريموند تافرات ..

تعرف على «المسؤول» عن تسريع شيخوخة الأوعية الدموية
/ 07 شعبان 1445

تعرف على «المسؤول» عن تسريع شيخوخة الأوعية الدموية

أظهرت دراسة جديدة من جامعة “كينغز كوليدج” في لندن أن الجزيء المعروف باسم (Sox9) له دور رئيسي في تسريع عملية شيخوخة الأوعية الدموية. الشيخوخة الخلوية هي العملية التي تفقد فيها الخلايا القدرة على الانقس..