نص الحوار الصحافي الذي اجرته صحيفة "عكاظ" مع سمو أمير عسير
تعهد بالقضاء على المشاريع المتأخرة ..
عبدالله غرمان - موقع تنومة تعهد صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير بالتصدي للمشاريع المتعثرة ومحاربة المقصرين والمفسدين، وأعلن في حديث شـامل لـصحيفة «عكـاظ» اكتمال استعداد المنطقة لاستقبال الزوار والسياح من داخل المملكة وخارجها، مؤكدا أن المنطقة بإنسانها ومكانها ترفع شعار السياحة النقية وتوفير أجواء عائلية تلبي خصوصية المجتمع السعودي، مشيرا إلى أن إمارة عسير والجهات المعنية تعمل على تسهيل الإجراءات وتذليل العقبات التي تعترض أي مستثمر، مؤكدا أن أبواب الاستثمار في عسير مشرعة، وقدم دعوته لرجال الأعمال للاستثمار في المنطقة قائلا «سيجدون البيئة المناسبة لاستثماراتهم خصوصا في قطاع السياحة» .. فإلى نص الحوار الصحافي:
أبدأ معكم سمو الأمير من حيث انتهينا قبل عام، قلت آنذاك إن الصيف سيكون مختلفا، ولديكم من الجهد الكثير لتوفير كل ما يحتاج إليه الإنسان والمكان، إضافة إلى تهيئة المنطقة لتكون قبلة للسياح من داخل المملكة وخارجها.. والسؤال ماذا أعددتم من خطط، من برامج، من مشاريع سياحية، من خدمات، من ترفيه، هل يمكننا القول إن المنطقة فتحت أذرعها وأحضانها لاستقبال السياح؟
ــ حقق قطاع السياحة في منطقة عسير ما لم يتحقق منذ أعوام، وباتت عسير رافدا من روافد السياحة في المملكة والخليج العربي، عسير ترفع كل عام شعار السياحة الداخلية النقية يستطيع من خلالها السائح السعودي قضاء إجازته في ربوع عسير في جو عائلي يتمتع بخصوصية العائلة السعودية، وهي كما تعلم تشتمل على ثلاثة مكونات؛ جبلية، صحراوية، وبحرية.
ما أبرز المشاريع السياحية التي سيتم تنفيذها؟
ــ جارٍ العمل على إنهاء 12 مشروعا سياحيا استثماريا في المنطقة كما يجري حاليا العمل على إعادة بناء وتأهيل 15 قرية أثرية وسوقا شعبية، وإذا تحدثنا بلغة الأرقام فإن عدد السياح القادمين إلى منطقة عسير ارتفع خلال السنوات الأربع الماضية من مليون سائح إلى مليونين و400 ألف سائح كان ذلك خلال عام 1431هـ، كما ارتفع عدد السياح القادمين من خارج المملكة من مائة ألف سائح إلى أكثر من 500 ألف سائح، وارتفع عدد المهرجانات المقامة في منطقة عسير إلى 18 مهرجانا سياحيا بأكثر من ألفين و500 فعالية، وهذه الأرقام دليل على أن عسير باتت وجهة سياحية محببة للكثير من السياح، كما أننا في هذا العام تحديدا سعينا جاهدين لجعل عسير تخرج بقالب سياحي متميز يحمل في طياته الكثير من المفاجآت. ومن يزور عسير سيرى بنفسه، وما هذه الأرقام إلا دليل قاطع على أن عسير أصبحت قبلة للسياحة ومقصدا لكل من يبحث عن الأجواء العائلية والخصوصية.
غير مرة، عكر انقطاع المياه صفو السياحة الصيفية، تدخل الملك في العام قبل الماضي واعتمدت مبالغ مالية لإنشاء محطة الشقيق الثالثة، ماذا بقي لكم في شأن الأمن المائي للمنطقة؟
ـــ انقطاع المياه في عسير مشكلة طالما أرقت المواطن والمسؤول، ولله الحمد بفضل الله ثم بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين ومتابعته الدقيقة تم تجاوز مشكلة طال أمدها، بل إنها كانت تمثل عائقا كبيرا في وجه التنمية لمنطقة عسير.
هل نعتبر أن أزمة المياه أصبحت جزءا من الماضي؟
ــ تجاوزنا هذا العائق وقدمت الحلول لتلك المعضلة، كما قفزت كمية المياه المقدمة يوميا من محطة تحلية الشقيق لمدينة أبها إلى 155 ألف متر مكعب، وحاليا يجري العمل على إنشاء أكثر من 46 سدا بتكلفة إجمالية بلغت أكثر من نصف مليار ريال، وبذلك سيرتفع مخزون المياه في منطقة عسير، كما أنه تم توقيع عقود تغذية محافظتي تثليث ومحافظة بيشة بالمياه من الآبار الجوفية شرقي محافظة تثليث، بطاقة تصل إلى 80 ألف متر مكعب في اليوم.
مع تنفيذ المرحلة الثالثة من مشروع تحلية مياه الشقيق سيتم في القريب العاجل إيصال المياه إلى كامل الشريط الجبلي من المنطقة؛ بدءا من محافظة ظهران الجنوب جنوبا حتى محافظة بللقرن شمالا.
تحدث أكثر من مسؤول عن تراجع الاستثمارات السياحية في عسير خلال العامين الماضيين، هل للأزمة العالمية التي طالت الاقتصاديات أي تأثير، هل تنوون مضاعفة الجهد لاستقطاب رؤوس أموال وتسهيل المعوقات والقضاء على البيروقراطية؟
ــ كما تعلم أن المملكة بفضل الله ثم بحنكة خادم الحرمين الشريفين كانت أقل الدول تأثرا بالأزمة الاقتصادية التي طالت كل أنحاء العالم، بل إن المملكة لم تشعر بهذه الأزمة حتى يكون لها تأثير على اقتصادها.
أما نحن في عسير فإننا عملنا وما زلنا نعمل على تسهيل الإجراءات وتذليل العقبات التي تعترض طريق أي مستثمر، وأبواب الاستثمار في عسير مشرعة وأنا من هنا أقدم دعوة لرجال الأعمال للاستثمار في عسير وسيجدون البيئة المناسبة لاستثماراتهم، خصوصا في قطاع السياحة، ونحن على استعداد لتذليل كل العقبات وتسهيل كل الإجراءات اللازمة، وقد زار عسير العديد من وفود رجال الأعمال العرب والأجانب، وهذا بلا شك سيعزز آفاق التعاون المشترك بين المستثمر والجهات المعنية ونتطلع أن تثمر هذه الزيارات إلى مشاريع تصب في مصلحة المنطقة، ويوجد في الإمارة مجلس للاستثمار وإدارة تنفيذية لتسهيل كل إجراءات المستثمرين.
تصديتم لمشكلة المشاريع المتعثرة بحزم، غير أن سكان القرى والمراكز يتحدثون عن بطء في وصول الخدمات التنموية لهم، المياه غير متوفرة لدى البعض، معاناة في الحصول على الخدمات، حيث إن الإدارات المركزية تربض في أبها العاصمة الإدارية لعسير، ما يجعل الناس يتكبدون مشقة السفر؟
ــ مشكلة المشاريع المتعثرة تواجه التنمية، خصوصا إذا كانت هناك وفرة في المشاريع وقلة في المقاولين. وهنا في عسير، نحن أول من وضع لجنة لمتابعة المشاريع المتعثرة وكان هناك تأخر بسيط في تنفيذ بعض المشاريع ويعود ذلك للطبيعة الوعرة للمنطقة التي تتطلب الكثير من الجهد والمال لتنفيذ المشروع أو تأخر بعض الاعتمادات المالية، جميع هذه العقبات يتم تجاوزها في وقت وزمن قياسي، وأنا من واقع مسؤوليتي عن المشاريع لن أسمح ولن أتساهل في أن يعرقل أي مشروع مهما كان.
حضر أكثر من وزير إلى المنطقة، جاهدتم في كل اتجاه لتحقيق احتياجات الإنسان، غير أن مسؤولين يعملون في مؤسسات الدولة في عسير لا يبذلون جهدا يوازي الحراك الذي تقودونه، كيف يمكنكم التعامل مع هؤلاء المقصرين؟ كيف ستتصدون للفاسدين إداريا؟
ــ أخي الكريم، أنا أثق كثيرا في إخواني المسؤولين في منطقة عسير، وثقتي هذه لا تعني مجاملة المقصرين مهما كان الأمر. ومن هنا، أود أن أقول إنه لا مكان بيننا لأي مقصر مهما كان مركزه كبيرا كان أو صغيرا، ومن لا يجد في نفسه الكفاءة فليتنح، فالوطن يزخر بالكثير من الكوادر المؤهلة المخلصة.. أخي رسالة سيدي خادم الحرمين الشريفين واضحة وجلية للعيان وجميعنا نسير على نهجه وخطاه الثابتة في مكافحة التقصير والفساد، وسنحاسب المقصر ونحارب المفسد.
يشهد اليمن هذه الأيام فوضى ويخشى الجميع من تسلل بعض الخارجين عن القانون إلى المملكة مستغلين ما يجري هناك، زرتم أخيرا الحدود والتقيتم قادة عسكريين إلى أي حد أنتم مطمئنون لسلامة إجراءات المراقبة على الشريط الحدودي؟.
ــ بتوجيه مباشر من النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز زرت حرس الحدود لنقل تحيات وفخر واعتزاز القيادة لهؤلاء الرجال الأشاوس المرابطين في هذه الحدود الهامة جدا وهم رجال حرس الحدود.
الحمد لله وجدت الاستعداد التام لأي طارئ ووجدت الحماس والتضحية وهذا ليس بغريب على أبناء المملكة ولا على رجال حرس الحدود خصوصا هؤلاء الرجال الذين هم على الخط الأول رجال المهمات الصعبة؛ كما نشاهد لأنهم في هذه الجبال الصخبة وهذه الأودية الصخيبة، نحن نعلم الآن ما يحدث في اليمن من اضطرابات وندعو بأن تستقر أوضاع الشعب اليمني الشقيق وأن يكتب الله ما هو صالح لهم.
قلتم صراحة سمو الأمير للمواطنين إن لهم حق التواصل معكم هاتفيا، لماذا فعلتم ذلك، وهل هو درس لمسؤولي المنطقة لفتح قلوبهم وعقولهم ومكاتبهم للمواطنين؟
ــ نعم قلتها سابقا ومن خلال هذا الحوار أود أن أقول إن قلبي مفتوح لكل مواطن وأنا لا أتردد في الرد على هاتفي سواء كان ذلك في مكتبي او في المنزل، وهذه هي سياسة قادة هذا البلد منذ عهد المؤسس حتى عهد خادم الحرمين الشريفين، وهي مبدأ سار عليه قادة هذا الوطن كما أنني أدعو المسؤولين الى التعاون مع المواطنين والحرص على سماع مشاكلهم وحلها، وسبق ان وجهت المسؤولين في منطقة عسير بتخصيص وقت كاف ضمن جدول أعمالهم اليومية لاستقبال المراجعين والاطلاع على مشاكلهم وحلها، وأكثر مشاكلنا تحل بالتواصل والاتصال والمسؤول الذي يفقد الاتصال مع المواطن لا يستحق شرف المسؤولية.
لا تزال العصبية القبلية حجر عثرة وصخرة كأداء في وجه بعض المشاريع التنموية، قبل عام من الآن تعثر مشروع نقل المياه المحلاة والسبب خلاف على أراض بيضاء، هناك مطالب سمو الأمير أهمها أن تضعوا إنسانيتكم جانبا وتتعاملوا بحزم صارم من أجل الصالح العام؟
ــ في اعتقادي ان الشعب السعودي تجاوز مراحل العصبية القبلية، هو شعب واحد يستظل بظل قائد حكيم، كل فرد منهم يؤمن بانتمائه وسعوديته، لذلك لم تقف العصبية القبلية ضد أي مشروع تنموي هنا في عسير. أما ما ذكرته بشأن تعثر مشروع نقل المياه، فهو خلاف على بعض الأملاك الخاصة التي يمر من خلالها احد مشاريع نقل المياه وتم التوصل إلى الحلول المناسبة مع الأطراف والبدء في تنفيذ المشروع وهذا أمر طبيعي جدا.
وأقول إنني لن أتردد في التعامل بحزم ضد كل من يتسبب في عرقلة المشاريع سواء كان مسؤولا أو مواطنا ولا مجال في عسير للمسوفين، أما الإنسانية فلن أضعها جانبا لأن الحزم مع الرفق هو المطلوب وهي معادلة صعبة، ولكنني بإذن الله قادر على تحقيقها.
نحو 10 أعوام أمضيتموها في عسير (المنطقة) نائبا وأميرا، ماذا بقي من أحلامكم تجاه هذه المنطقة التي أصبحت تجري في دمكم حبا وطهرا؟
ــ عسير منطقة غالية على النفس وطموحي ان تكون عسير أنموذجا حضاريا ورمزا تنمويا على مستوى عال من الرقي والازدهار، وقبلة سياحية وحلم سكن واستقرار، وسبق أن ذكرت أكثر من مرة أن رؤيتي لعسير ان تكون أفضل منطقة لجذب المواطن والسائح والمقيم و المستثمر.
هل من مشاريع كبرى تحلمون بها ستغير وجه المنطقة وستكون علامة فارقة عن غيرها من المناطق الأخرى؟
ــ مدينة جامعية ضخمة سيتم الانتهاء منها قريبا، ومدينة طبية عالمية تم اعتمادها، ومطار دولي على اعلى المواصفات أتمنى اعتماده قريبا هذه أحلام حولها القائد عبدالله بن عبدالعزيز إلى واقع ملموس.
وماذا عن الخدمات التي يرى المواطنون أنها لم تبلغ درجة الكمال؟
ــ لا اتفق معك في ذلك، الخدمات الأساسية للمواطن سواء كان ذلك من امن أو تعليم أو صحة أو كهرباء وماء، فهي بلا شك متوفرة ولا تكاد تجد هجرة تعيش الآن بلا خدمات بل إنها أصبحت تغطي كل أجزاء المنطقة ونحن حريصون أن ينعم كل مواطن في عسير برغد العيش الكريم الذي تقدمه الدولة في جميع المناطق.
قدتم حملة للجم التجاوزات الأمنية، الأرقام أكدت أن الحوادث في عسير تراجعت، إلام تعزون ذلك؟
ــ الأمن مفهوم شامل والمواطن رجل الأمن الأول وبلا شك أن الأمن شهد ويشهد تطورا نوعيا في جميع مناطق المملكة في ظل رجل الامن الاول سيدي الامير نايف بن عبدالعزيز، وبالفعل خلال الاعوام الماضية انخفضت معدلات الجريمة في المنطقة الى نسب عالية، ولعل ذلك يعود الى تطبيق الاجراءات الامنية بصرامة ضد كل مخالف للقانون، وكما تعلم ان منطقة عسير ترتبط بحدود دولية مع جمهورية اليمن الشقيقة لذلك فإن جهود اخواني في حرس الحدود متواصلة للتصدي لظاهرة تسلل المجهولين عبر الحدود ومكافحة التهريب، وهذا بلا شك يعد من اسباب انخفاض معدلات الجريمة بشكل ملاحظ وكذلك القطاعات الأمنية الأخرى التي تؤدي واجباتها على أكمل وجه.
زرتم بيشة وقبلها محافظات عدة، وقدر لي أن زرت البشائر ووجدت فيها من التنمية الكثير غير أن حلم أهالي المنطقة أن تزوروها وتلتقون إنسانها، هل سيكون ذلك قريبا؟
ــ زرنا محافظة بيشة قبل ايام ولله الحمد دشنا هناك مشاريع بقيمة 1.4 مليار، هذه المشاريع تغطي نسبة كبيرة من احتياجات المحافظة. اما بالنسبة لزيارات المحافظات والمراكز فهناك خطة زمنية معدة وفق جدول زمني وسيتم من خلال هذه الزيارات تدشين الكثير من المشاريع التنموية والخدمية، وأنا حريص على زيارة كل جزء من عسير وتلمس احتياجات ساكنيه.
الزراعة في عسير شهدت تراجعا يصفه بعض المهتمين بالمخيف، في ظل صمت مطبق لبيت التجارة في المنطقة ممثلا في الغرف التجارية، هل من جهد ستقودونه سمو الأمير نحو هذا الجانب؟
ــ قد يكون انشغال الناس في الحياة المدنية والاعتماد على الموارد الزراعية الأخرى سواء كانت من الداخل او الخارج هما السبب في تراجع الزراعة. عسير منطقة تميزت بالأمطار في أوقات كثيرة من العام ولذلك فإن المشاريع الزراعية فيها مشاريع مربحة وناجحة بكل المقاييس، اما الغرفة التجارية الصناعية فليست لها علاقة مباشرة مع الزراعة والمزارعين بل هناك فرع وزارة الزراعة وهو يقوم بالمهمات المناطة به على اكمل وجه، ويقدم التسهيلات الزراعية والدعم المباشر للمزارعين، اضافة الى ما يقدمة صندوق التنمية الزراعية من قروض وتسهيلات كبيرة للمزارعين.
جامعات، كليات، مدينة طبية، ماذا بقي من احتياجات الإنسان؟
ــ من حق المواطن ان يعيش حياة طيبة كريمة وسنعمل في عسير على توفير كل ما يحتاجه المواطن دون تردد، مراعين بذلك كل الجوانب والمتغيرات التي يفرضها علينا العصر متى ما تطلب ذلك.
تستقبلون في الثامنة صباحا جموعا من المواطنين، تكونون أمامهم رغم هيبة المكان أبا لصغيرهم وأخا لكبيرهم، ماذا لمستم من جهد من قبل المواطنين؟
ــ عرفت عسير وأهلها منذ لحظات عملي الأولى فيها، ولمست منهم كل الإخلاص والوفاء وصدق الانتماء والعرفان بالفضل وحبهم لمنطقتهم وسأعمل جاهدا للرقي بهذه المنطقة الغالية على قلبي.
يود القارئ أن يعرف رأيكم في ما يتعلق بمركزية الوزارات وضرورة مرور المشروعات عبر قنوات مختلفة، هل سيسهم ذلك في تطور المناطق، البعض ينادي بتوزيع الميزانية على المناطق وهي التي تحدد أولويات الإنفاق؟
ــ الوزارات تؤدي واجباتها على أكمل وجه ولكن تبقى هناك رغبة في تطوير وسائل التعامل وتبسيط عمل الإجراءات النظامية لما لذلك من تأثير مباشر لرفع إنتاجية الجهات الحكومية واختصار للوقت وتسهيل معاملات المواطنين، ومتى ما صدرت توجيهات ولي الأمر بذلك فنحن مستعدون للتنفيذ على أكمل وجه.
يتحدث شباب المنطقة وبناتها عن بطالة مرتفعة في صفوفهم، ماذا أنتم صانعون تجاه ثروة الوطن ومستقبله؟
ــ البطالة مشكلة ارقت العالم بأسره ونحن في عسير استطعنا توفير الكثير من فرص العمل وشكلت عدد من اللجان لدراسة، ولمعالجة هذه الظاهرة ولله الحمد تم من خلال الغرفة التجارية الصناعية بأبها توظيف أكثر من 3577 طالب عمل، بالإضافة إلى الجهود الكبيرة لمكتب العمل في مجال التوظيف حيث بلغ عدد الذين تم توظيفهم العام الماضي فقط 3 آلاف مرشح وهذه ارقام كبيرة ومشاركة قوية من هذه الجهات للمساهمة في القضاء على البطالة، وتعليمات القيادة من خلال اللجنة المشكلة برئاسة سيدي النائب الثاني ستضع الحلول الجذرية بإذن الله لهذه المشكلة قريبا، ولكن هذا لا يعني عدم السعي الجاد لمعالجة هذه المشكلة، ولن أرتاح حتى أرى كل شباب عسير وقد وجدوا وظائف مناسبة لأن الشباب يستحق الشيء الكثير.
وحدها عسير المنطقة كانت الأبرز في التصدي لقضايا توظيف الأموال، ماذا بقي من هذه المبالغ والمساهمات لم يتم حسمه بشكل نهائي، هل من ضوء خافت في آخر النفق؟
ــ موضوع تشغيل الأموال كان من أكثر المواضيع تعقيدا ولذلك شكلت لجنة على مستوى عال حرصا على إعادة الحقوق لأهلها، واللجنة توصلت إلى نتائج ممتازة من خلال آلية تتبع رؤوس الأموال وحصر المتضررين والمتورطين وأصبحت لديها قاعدة بيانات بكل ذلك وتم وضع يد اللجنة على الكثير من العقارات والأصول الثابتة والمنقولة، وتمت معالجة 70% من هذه القضايا، والعمل جار لمعالجة القضايا الأخرى، وتوصلت اللجنة إلى نتائج جيدة. ولأنها قضية مهمة فإنها تحظى بمتابعة من سمو سيدي النائب الثاني حفظه الله وأنا أقف على كل الإجراءات بنفسي وأتابع بشكل يومي ولن يهدأ لي بال حتى يعود الحق لأصحابه ويحاسب كل متورط.
أبدأ معكم سمو الأمير من حيث انتهينا قبل عام، قلت آنذاك إن الصيف سيكون مختلفا، ولديكم من الجهد الكثير لتوفير كل ما يحتاج إليه الإنسان والمكان، إضافة إلى تهيئة المنطقة لتكون قبلة للسياح من داخل المملكة وخارجها.. والسؤال ماذا أعددتم من خطط، من برامج، من مشاريع سياحية، من خدمات، من ترفيه، هل يمكننا القول إن المنطقة فتحت أذرعها وأحضانها لاستقبال السياح؟
ــ حقق قطاع السياحة في منطقة عسير ما لم يتحقق منذ أعوام، وباتت عسير رافدا من روافد السياحة في المملكة والخليج العربي، عسير ترفع كل عام شعار السياحة الداخلية النقية يستطيع من خلالها السائح السعودي قضاء إجازته في ربوع عسير في جو عائلي يتمتع بخصوصية العائلة السعودية، وهي كما تعلم تشتمل على ثلاثة مكونات؛ جبلية، صحراوية، وبحرية.
ما أبرز المشاريع السياحية التي سيتم تنفيذها؟
ــ جارٍ العمل على إنهاء 12 مشروعا سياحيا استثماريا في المنطقة كما يجري حاليا العمل على إعادة بناء وتأهيل 15 قرية أثرية وسوقا شعبية، وإذا تحدثنا بلغة الأرقام فإن عدد السياح القادمين إلى منطقة عسير ارتفع خلال السنوات الأربع الماضية من مليون سائح إلى مليونين و400 ألف سائح كان ذلك خلال عام 1431هـ، كما ارتفع عدد السياح القادمين من خارج المملكة من مائة ألف سائح إلى أكثر من 500 ألف سائح، وارتفع عدد المهرجانات المقامة في منطقة عسير إلى 18 مهرجانا سياحيا بأكثر من ألفين و500 فعالية، وهذه الأرقام دليل على أن عسير باتت وجهة سياحية محببة للكثير من السياح، كما أننا في هذا العام تحديدا سعينا جاهدين لجعل عسير تخرج بقالب سياحي متميز يحمل في طياته الكثير من المفاجآت. ومن يزور عسير سيرى بنفسه، وما هذه الأرقام إلا دليل قاطع على أن عسير أصبحت قبلة للسياحة ومقصدا لكل من يبحث عن الأجواء العائلية والخصوصية.
غير مرة، عكر انقطاع المياه صفو السياحة الصيفية، تدخل الملك في العام قبل الماضي واعتمدت مبالغ مالية لإنشاء محطة الشقيق الثالثة، ماذا بقي لكم في شأن الأمن المائي للمنطقة؟
ـــ انقطاع المياه في عسير مشكلة طالما أرقت المواطن والمسؤول، ولله الحمد بفضل الله ثم بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين ومتابعته الدقيقة تم تجاوز مشكلة طال أمدها، بل إنها كانت تمثل عائقا كبيرا في وجه التنمية لمنطقة عسير.
هل نعتبر أن أزمة المياه أصبحت جزءا من الماضي؟
ــ تجاوزنا هذا العائق وقدمت الحلول لتلك المعضلة، كما قفزت كمية المياه المقدمة يوميا من محطة تحلية الشقيق لمدينة أبها إلى 155 ألف متر مكعب، وحاليا يجري العمل على إنشاء أكثر من 46 سدا بتكلفة إجمالية بلغت أكثر من نصف مليار ريال، وبذلك سيرتفع مخزون المياه في منطقة عسير، كما أنه تم توقيع عقود تغذية محافظتي تثليث ومحافظة بيشة بالمياه من الآبار الجوفية شرقي محافظة تثليث، بطاقة تصل إلى 80 ألف متر مكعب في اليوم.
مع تنفيذ المرحلة الثالثة من مشروع تحلية مياه الشقيق سيتم في القريب العاجل إيصال المياه إلى كامل الشريط الجبلي من المنطقة؛ بدءا من محافظة ظهران الجنوب جنوبا حتى محافظة بللقرن شمالا.
تحدث أكثر من مسؤول عن تراجع الاستثمارات السياحية في عسير خلال العامين الماضيين، هل للأزمة العالمية التي طالت الاقتصاديات أي تأثير، هل تنوون مضاعفة الجهد لاستقطاب رؤوس أموال وتسهيل المعوقات والقضاء على البيروقراطية؟
ــ كما تعلم أن المملكة بفضل الله ثم بحنكة خادم الحرمين الشريفين كانت أقل الدول تأثرا بالأزمة الاقتصادية التي طالت كل أنحاء العالم، بل إن المملكة لم تشعر بهذه الأزمة حتى يكون لها تأثير على اقتصادها.
أما نحن في عسير فإننا عملنا وما زلنا نعمل على تسهيل الإجراءات وتذليل العقبات التي تعترض طريق أي مستثمر، وأبواب الاستثمار في عسير مشرعة وأنا من هنا أقدم دعوة لرجال الأعمال للاستثمار في عسير وسيجدون البيئة المناسبة لاستثماراتهم، خصوصا في قطاع السياحة، ونحن على استعداد لتذليل كل العقبات وتسهيل كل الإجراءات اللازمة، وقد زار عسير العديد من وفود رجال الأعمال العرب والأجانب، وهذا بلا شك سيعزز آفاق التعاون المشترك بين المستثمر والجهات المعنية ونتطلع أن تثمر هذه الزيارات إلى مشاريع تصب في مصلحة المنطقة، ويوجد في الإمارة مجلس للاستثمار وإدارة تنفيذية لتسهيل كل إجراءات المستثمرين.
تصديتم لمشكلة المشاريع المتعثرة بحزم، غير أن سكان القرى والمراكز يتحدثون عن بطء في وصول الخدمات التنموية لهم، المياه غير متوفرة لدى البعض، معاناة في الحصول على الخدمات، حيث إن الإدارات المركزية تربض في أبها العاصمة الإدارية لعسير، ما يجعل الناس يتكبدون مشقة السفر؟
ــ مشكلة المشاريع المتعثرة تواجه التنمية، خصوصا إذا كانت هناك وفرة في المشاريع وقلة في المقاولين. وهنا في عسير، نحن أول من وضع لجنة لمتابعة المشاريع المتعثرة وكان هناك تأخر بسيط في تنفيذ بعض المشاريع ويعود ذلك للطبيعة الوعرة للمنطقة التي تتطلب الكثير من الجهد والمال لتنفيذ المشروع أو تأخر بعض الاعتمادات المالية، جميع هذه العقبات يتم تجاوزها في وقت وزمن قياسي، وأنا من واقع مسؤوليتي عن المشاريع لن أسمح ولن أتساهل في أن يعرقل أي مشروع مهما كان.
حضر أكثر من وزير إلى المنطقة، جاهدتم في كل اتجاه لتحقيق احتياجات الإنسان، غير أن مسؤولين يعملون في مؤسسات الدولة في عسير لا يبذلون جهدا يوازي الحراك الذي تقودونه، كيف يمكنكم التعامل مع هؤلاء المقصرين؟ كيف ستتصدون للفاسدين إداريا؟
ــ أخي الكريم، أنا أثق كثيرا في إخواني المسؤولين في منطقة عسير، وثقتي هذه لا تعني مجاملة المقصرين مهما كان الأمر. ومن هنا، أود أن أقول إنه لا مكان بيننا لأي مقصر مهما كان مركزه كبيرا كان أو صغيرا، ومن لا يجد في نفسه الكفاءة فليتنح، فالوطن يزخر بالكثير من الكوادر المؤهلة المخلصة.. أخي رسالة سيدي خادم الحرمين الشريفين واضحة وجلية للعيان وجميعنا نسير على نهجه وخطاه الثابتة في مكافحة التقصير والفساد، وسنحاسب المقصر ونحارب المفسد.
يشهد اليمن هذه الأيام فوضى ويخشى الجميع من تسلل بعض الخارجين عن القانون إلى المملكة مستغلين ما يجري هناك، زرتم أخيرا الحدود والتقيتم قادة عسكريين إلى أي حد أنتم مطمئنون لسلامة إجراءات المراقبة على الشريط الحدودي؟.
ــ بتوجيه مباشر من النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز زرت حرس الحدود لنقل تحيات وفخر واعتزاز القيادة لهؤلاء الرجال الأشاوس المرابطين في هذه الحدود الهامة جدا وهم رجال حرس الحدود.
الحمد لله وجدت الاستعداد التام لأي طارئ ووجدت الحماس والتضحية وهذا ليس بغريب على أبناء المملكة ولا على رجال حرس الحدود خصوصا هؤلاء الرجال الذين هم على الخط الأول رجال المهمات الصعبة؛ كما نشاهد لأنهم في هذه الجبال الصخبة وهذه الأودية الصخيبة، نحن نعلم الآن ما يحدث في اليمن من اضطرابات وندعو بأن تستقر أوضاع الشعب اليمني الشقيق وأن يكتب الله ما هو صالح لهم.
قلتم صراحة سمو الأمير للمواطنين إن لهم حق التواصل معكم هاتفيا، لماذا فعلتم ذلك، وهل هو درس لمسؤولي المنطقة لفتح قلوبهم وعقولهم ومكاتبهم للمواطنين؟
ــ نعم قلتها سابقا ومن خلال هذا الحوار أود أن أقول إن قلبي مفتوح لكل مواطن وأنا لا أتردد في الرد على هاتفي سواء كان ذلك في مكتبي او في المنزل، وهذه هي سياسة قادة هذا البلد منذ عهد المؤسس حتى عهد خادم الحرمين الشريفين، وهي مبدأ سار عليه قادة هذا الوطن كما أنني أدعو المسؤولين الى التعاون مع المواطنين والحرص على سماع مشاكلهم وحلها، وسبق ان وجهت المسؤولين في منطقة عسير بتخصيص وقت كاف ضمن جدول أعمالهم اليومية لاستقبال المراجعين والاطلاع على مشاكلهم وحلها، وأكثر مشاكلنا تحل بالتواصل والاتصال والمسؤول الذي يفقد الاتصال مع المواطن لا يستحق شرف المسؤولية.
لا تزال العصبية القبلية حجر عثرة وصخرة كأداء في وجه بعض المشاريع التنموية، قبل عام من الآن تعثر مشروع نقل المياه المحلاة والسبب خلاف على أراض بيضاء، هناك مطالب سمو الأمير أهمها أن تضعوا إنسانيتكم جانبا وتتعاملوا بحزم صارم من أجل الصالح العام؟
ــ في اعتقادي ان الشعب السعودي تجاوز مراحل العصبية القبلية، هو شعب واحد يستظل بظل قائد حكيم، كل فرد منهم يؤمن بانتمائه وسعوديته، لذلك لم تقف العصبية القبلية ضد أي مشروع تنموي هنا في عسير. أما ما ذكرته بشأن تعثر مشروع نقل المياه، فهو خلاف على بعض الأملاك الخاصة التي يمر من خلالها احد مشاريع نقل المياه وتم التوصل إلى الحلول المناسبة مع الأطراف والبدء في تنفيذ المشروع وهذا أمر طبيعي جدا.
وأقول إنني لن أتردد في التعامل بحزم ضد كل من يتسبب في عرقلة المشاريع سواء كان مسؤولا أو مواطنا ولا مجال في عسير للمسوفين، أما الإنسانية فلن أضعها جانبا لأن الحزم مع الرفق هو المطلوب وهي معادلة صعبة، ولكنني بإذن الله قادر على تحقيقها.
نحو 10 أعوام أمضيتموها في عسير (المنطقة) نائبا وأميرا، ماذا بقي من أحلامكم تجاه هذه المنطقة التي أصبحت تجري في دمكم حبا وطهرا؟
ــ عسير منطقة غالية على النفس وطموحي ان تكون عسير أنموذجا حضاريا ورمزا تنمويا على مستوى عال من الرقي والازدهار، وقبلة سياحية وحلم سكن واستقرار، وسبق أن ذكرت أكثر من مرة أن رؤيتي لعسير ان تكون أفضل منطقة لجذب المواطن والسائح والمقيم و المستثمر.
هل من مشاريع كبرى تحلمون بها ستغير وجه المنطقة وستكون علامة فارقة عن غيرها من المناطق الأخرى؟
ــ مدينة جامعية ضخمة سيتم الانتهاء منها قريبا، ومدينة طبية عالمية تم اعتمادها، ومطار دولي على اعلى المواصفات أتمنى اعتماده قريبا هذه أحلام حولها القائد عبدالله بن عبدالعزيز إلى واقع ملموس.
وماذا عن الخدمات التي يرى المواطنون أنها لم تبلغ درجة الكمال؟
ــ لا اتفق معك في ذلك، الخدمات الأساسية للمواطن سواء كان ذلك من امن أو تعليم أو صحة أو كهرباء وماء، فهي بلا شك متوفرة ولا تكاد تجد هجرة تعيش الآن بلا خدمات بل إنها أصبحت تغطي كل أجزاء المنطقة ونحن حريصون أن ينعم كل مواطن في عسير برغد العيش الكريم الذي تقدمه الدولة في جميع المناطق.
قدتم حملة للجم التجاوزات الأمنية، الأرقام أكدت أن الحوادث في عسير تراجعت، إلام تعزون ذلك؟
ــ الأمن مفهوم شامل والمواطن رجل الأمن الأول وبلا شك أن الأمن شهد ويشهد تطورا نوعيا في جميع مناطق المملكة في ظل رجل الامن الاول سيدي الامير نايف بن عبدالعزيز، وبالفعل خلال الاعوام الماضية انخفضت معدلات الجريمة في المنطقة الى نسب عالية، ولعل ذلك يعود الى تطبيق الاجراءات الامنية بصرامة ضد كل مخالف للقانون، وكما تعلم ان منطقة عسير ترتبط بحدود دولية مع جمهورية اليمن الشقيقة لذلك فإن جهود اخواني في حرس الحدود متواصلة للتصدي لظاهرة تسلل المجهولين عبر الحدود ومكافحة التهريب، وهذا بلا شك يعد من اسباب انخفاض معدلات الجريمة بشكل ملاحظ وكذلك القطاعات الأمنية الأخرى التي تؤدي واجباتها على أكمل وجه.
زرتم بيشة وقبلها محافظات عدة، وقدر لي أن زرت البشائر ووجدت فيها من التنمية الكثير غير أن حلم أهالي المنطقة أن تزوروها وتلتقون إنسانها، هل سيكون ذلك قريبا؟
ــ زرنا محافظة بيشة قبل ايام ولله الحمد دشنا هناك مشاريع بقيمة 1.4 مليار، هذه المشاريع تغطي نسبة كبيرة من احتياجات المحافظة. اما بالنسبة لزيارات المحافظات والمراكز فهناك خطة زمنية معدة وفق جدول زمني وسيتم من خلال هذه الزيارات تدشين الكثير من المشاريع التنموية والخدمية، وأنا حريص على زيارة كل جزء من عسير وتلمس احتياجات ساكنيه.
الزراعة في عسير شهدت تراجعا يصفه بعض المهتمين بالمخيف، في ظل صمت مطبق لبيت التجارة في المنطقة ممثلا في الغرف التجارية، هل من جهد ستقودونه سمو الأمير نحو هذا الجانب؟
ــ قد يكون انشغال الناس في الحياة المدنية والاعتماد على الموارد الزراعية الأخرى سواء كانت من الداخل او الخارج هما السبب في تراجع الزراعة. عسير منطقة تميزت بالأمطار في أوقات كثيرة من العام ولذلك فإن المشاريع الزراعية فيها مشاريع مربحة وناجحة بكل المقاييس، اما الغرفة التجارية الصناعية فليست لها علاقة مباشرة مع الزراعة والمزارعين بل هناك فرع وزارة الزراعة وهو يقوم بالمهمات المناطة به على اكمل وجه، ويقدم التسهيلات الزراعية والدعم المباشر للمزارعين، اضافة الى ما يقدمة صندوق التنمية الزراعية من قروض وتسهيلات كبيرة للمزارعين.
جامعات، كليات، مدينة طبية، ماذا بقي من احتياجات الإنسان؟
ــ من حق المواطن ان يعيش حياة طيبة كريمة وسنعمل في عسير على توفير كل ما يحتاجه المواطن دون تردد، مراعين بذلك كل الجوانب والمتغيرات التي يفرضها علينا العصر متى ما تطلب ذلك.
تستقبلون في الثامنة صباحا جموعا من المواطنين، تكونون أمامهم رغم هيبة المكان أبا لصغيرهم وأخا لكبيرهم، ماذا لمستم من جهد من قبل المواطنين؟
ــ عرفت عسير وأهلها منذ لحظات عملي الأولى فيها، ولمست منهم كل الإخلاص والوفاء وصدق الانتماء والعرفان بالفضل وحبهم لمنطقتهم وسأعمل جاهدا للرقي بهذه المنطقة الغالية على قلبي.
يود القارئ أن يعرف رأيكم في ما يتعلق بمركزية الوزارات وضرورة مرور المشروعات عبر قنوات مختلفة، هل سيسهم ذلك في تطور المناطق، البعض ينادي بتوزيع الميزانية على المناطق وهي التي تحدد أولويات الإنفاق؟
ــ الوزارات تؤدي واجباتها على أكمل وجه ولكن تبقى هناك رغبة في تطوير وسائل التعامل وتبسيط عمل الإجراءات النظامية لما لذلك من تأثير مباشر لرفع إنتاجية الجهات الحكومية واختصار للوقت وتسهيل معاملات المواطنين، ومتى ما صدرت توجيهات ولي الأمر بذلك فنحن مستعدون للتنفيذ على أكمل وجه.
يتحدث شباب المنطقة وبناتها عن بطالة مرتفعة في صفوفهم، ماذا أنتم صانعون تجاه ثروة الوطن ومستقبله؟
ــ البطالة مشكلة ارقت العالم بأسره ونحن في عسير استطعنا توفير الكثير من فرص العمل وشكلت عدد من اللجان لدراسة، ولمعالجة هذه الظاهرة ولله الحمد تم من خلال الغرفة التجارية الصناعية بأبها توظيف أكثر من 3577 طالب عمل، بالإضافة إلى الجهود الكبيرة لمكتب العمل في مجال التوظيف حيث بلغ عدد الذين تم توظيفهم العام الماضي فقط 3 آلاف مرشح وهذه ارقام كبيرة ومشاركة قوية من هذه الجهات للمساهمة في القضاء على البطالة، وتعليمات القيادة من خلال اللجنة المشكلة برئاسة سيدي النائب الثاني ستضع الحلول الجذرية بإذن الله لهذه المشكلة قريبا، ولكن هذا لا يعني عدم السعي الجاد لمعالجة هذه المشكلة، ولن أرتاح حتى أرى كل شباب عسير وقد وجدوا وظائف مناسبة لأن الشباب يستحق الشيء الكثير.
وحدها عسير المنطقة كانت الأبرز في التصدي لقضايا توظيف الأموال، ماذا بقي من هذه المبالغ والمساهمات لم يتم حسمه بشكل نهائي، هل من ضوء خافت في آخر النفق؟
ــ موضوع تشغيل الأموال كان من أكثر المواضيع تعقيدا ولذلك شكلت لجنة على مستوى عال حرصا على إعادة الحقوق لأهلها، واللجنة توصلت إلى نتائج ممتازة من خلال آلية تتبع رؤوس الأموال وحصر المتضررين والمتورطين وأصبحت لديها قاعدة بيانات بكل ذلك وتم وضع يد اللجنة على الكثير من العقارات والأصول الثابتة والمنقولة، وتمت معالجة 70% من هذه القضايا، والعمل جار لمعالجة القضايا الأخرى، وتوصلت اللجنة إلى نتائج جيدة. ولأنها قضية مهمة فإنها تحظى بمتابعة من سمو سيدي النائب الثاني حفظه الله وأنا أقف على كل الإجراءات بنفسي وأتابع بشكل يومي ولن يهدأ لي بال حتى يعود الحق لأصحابه ويحاسب كل متورط.
