×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

مدن وقرى في عسير تشكو الضغط العالي

الدراسات تؤكد إضرارها بخلايا الإنسان الحسية.. والكهرباء تنفي

مدن وقرى في عسير تشكو الضغط العالي
تحقيق - توفيق الأسمري دفعت خطوط الضغط العالي سكان بعض المدن والقرى في منطقة عسير، إلى التذمر من وجودها بالقرب من منازلهم ومزارعهم، معتبرين وجودها يشكل خطرا على الصحة العامة.
وفيما نفت الشركة السعودية للكهرباء وجود أي أضرار من هذه الأسلاك، أكد لـ «عكاظ» استشاري فيزياء طبية في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض الدكتور عبدالله نعمان الحاج، أن خطوط الضغط العالي تصدر إشعاعات ذات ترددات منخفضة جدا، تولد حقولا كهربائية ومغناطيسية يتعرض لها الإنسان بشكل يومي من مصادر كهربائية متعددة تعمل على تردد 50/60 هيرتز، ويتراوح حجم الحقل المغناطيسي الطبيعي في المنازل بين 0.01 ــ 0.02 مايكروتسلا، وتصدر فتاحة العلب الكهربائية حقلا مغناطيسيا حجمه 60 مايكروتسلا، لافتا إلى أن المستوى الطبيعي للحقول الكهربائية 0.01 ك.ف/م، وتصل إلى 0.5 ك.ف/م داخل المنازل، وقد تصل مستويات الحقول المغناطيسية إلى 150 مايكروتسلا، لتعدد استخدامات الأجهزة الكهربائية في المنازل.
وقال «إن خطوط النقل الكهربائي ذات الجهد العالي تولد 254 ك.ف/م حقلا كهربائيا قوته 3 ك.ف/م، وحقلا مغناطيسيا قوته 22 مايكروتسلا على بعد 25م من خطوط النقل، كما أن خطوط النقل ذات الجهد 400 ك.ف تصل قوة الحقل المغناطيسي فيها إلى 10 ك.ف/م».
وأضاف، «بدأ الاهتمام بتأثير الحقول المغناطيسية والكهربائية الصادرة عن الضغط العالي منذ 1979م، بعد دراسة في دنفر في الولايات المتحدة الأمريكية، وجدت أن هناك علاقة بين أمراض السرطان بشكل عام، وسرطان الدم عند الأطفال بشكل خاص، وبين كمية التعرض للحقول المغناطيسية والكهربائية، غير أن تقارير تلك الدراسة تقلل خطورة الإصابة بأمراض السرطان عند الأطفال».
حماية الأفراد
وأكد الحاج ضرورة حماية الأفراد بالالتزام بتوصيات الهيئات العالمية بوضع مسافات محددة من الضغط العالي، تتراوح بين 30 ــ 60 متراً، أي أن أقرب مبنى يجب أن يكون على بعد أكثر من 30 مترا.
من جانبه، أكد استشاري المخ والأعصاب في مستشفى الملك فهد في جازان الدكتور يوسف جهمان، في تصريح سابق لـ «عكاظ» أن الدراسات أثبتت تأثر الأطفال بتيارات الجهد العالي في محيط 100 متر، وارتفاع احتمالية إصابتهم بمرض سرطان الدم «اللوكيميا» بنسبة 1,7 في المائة، مقارنة بمن يعيشون خارج محيط الضغط العالي.
وأضاف «إن المجالات الكهرومغناطيسية المتولدة من هذه الأسلاك تتفاعل مع الخلايا الحسية للإنسان وقد تلحق بها أضرارا تصل إلى حد الإصابة بالسرطان»، مطالبا بإبعاد هذه الأسلاك عن التجمعات السكانية بمسافة لا تقل عن 100 متر على أقل تقدير.
وبين عدد من الأهالي أن المنطقة الجنوبية من أكثر المناطق المتضررة من هذه الأسلاك، مشيرين إلى أن بعضها يتواجد في عدد من مزارع منطقة عسير مما يعوق المحاصيل، ويتسبب في حدوث حرائق للمزارع.
وقال عبد العزيز سعد الشهري «تضررت من وجود أسلاك الضغط العالي فوق منزلي الكائن في تنومة، وطالبت الشركة منذ فترة طويلة بنقله بعيدا عن منزلي، ولكنه لا زال في مكانه».
وفي نفس السياق، أشار فايز بن عبد الرحمن أبو سحبة، إلى وجود أعمدة وأسلاك الضغط العالي في حدود صك أرضه وفناء منزله في قرية المضفاة في بللسمر منذ عام 1398هـ، وأضاف، «سبق عمل محضر مشترك عام 1424هـ، بحضور مندوب من بلدية بللسمر، ومندوب من كهرباء بللسمر، بعد الوقوف على أرضي والشبكة الواقعة في حدود صك الأرض، وطبق صكي رقم 120 في تاريخ 15/5/1398هـ على الطبيعة، وتبين أن الشبكة في حدود أرضي، ومنذ أن عمل هذا المحضر المشترك، لم تزح الشبكة منذ سبع سنوات».
وزاد، «ليت الأمر وقف عند هذا الحد بل حصلت على إنذار من الشركة بإيقافي عن العمل بالقرب من شبكة الضغط العالي في نفس السنة التي عمل فيها المحضر المشترك، وأطالب المسؤولين بالتدخل وإنهاء معاناتي من آثار هذه الأسلاك على حياتي وحياة أسرتي، خصوصا وأن أغلبها ممتدة فوق منزلي».
من جانبه، أكد لـ «عكاظ» نائب رئيس أول للشؤون العامة في الشركة السعودية للكهرباء عبد السلام بن عبد العزيز اليمني أن «نظام الشبكات الهوائية أكثر أمانا للإمدادات الكهربائية، وتحويلها لأرضية مكلف»، مشيرا إلى أن الدراسات أثبتت أنه لا علاقة بين المجالات الكهرومغناطيسية وبعض الأمراض، مؤكدة أنه لم يثبت حتى تاريخه في جميع الدراسات التي أجريت داخل المملكة وخارجها وجود علاقة بين المجالات الكهرومغناطيسية وبعض الأمراض.
وأجاب اليمني سؤال «عكاظ» عن تأثير أسلاك الضغط العالي، وما تحدثه من أضرار، وعن أهمية لجوء الشركة لنظام التمديدات الكهربائية الأرضية في عسير، بدلا من الهوائية فقال «هناك انطباع عام لا يتفق معه المختصون بضرورة استخدام الكيبلات الأرضية بدلا من الخطوط الهوائية، بحجج تأثير كهرباء الخطوط الهوائية على صحة الإنسان مقارنة بالأرضية أو بحجة تأثيرها على جمال المدن، إلا أن هذه الحجج لا تصمد طويلا أمام الحقائق لعدة أسباب، أولها أن خطوط النقل تحتاج إلى مسار خاص لإنشائها يطلق عليه اسم (حرم الخطوط)، والذي يجب أن يتناسب مع الجهد الكهربائي لها، وتكون شدة المجالات الكهرومغناطيسية في نهاية الحرم أقل منها في منتصف مسار الكيبلات الأرضية».
وأكد اليمني أنه في جميع الأحوال يجب أن يكون حرم ومسار الخطوط الكهربائية، هوائية أم أرضية، خاليا من أي استخدامات أخرى تعوق أعمال الصيانة وإصلاح الأعطال.
وبين اليمني أن شركات الكهرباء تصمم مشاريعها الكهربائية لتكون آمنة لعامليها أولا ولغيرهم ثانيا، مشيرا إلى أنه «لم يحدث أن ظهرت، وفقا لدراسة أجرتها شركات الكهرباء الكندية، أمراض بصورة ملحوظة لدى العاملين في شركات الكهرباء بسبب هذه المجالات».
وأضاف أن الشركة تستخدم الشبكات الهوائية لأنها الأوسع انتشارا والأكثر تأمينا للإمدادات الكهربائية، حيث إنها تسهم في سهولة تحديد مواقع الأعطال، وإعادة الخدمة في وقت قياسي، مقارنة بإصلاح الأعطال في نظام الكيبلات الأرضية الذي يستغرق عدة أيام، مؤكدا أن الشركة تستخدم الشبكات الهوائية لأن الشبكات الأرضية، تستلزم صرف المزيد من الموارد المالية، حيث إن كل كيلو متر واحد من الخطوط الهوائية يتم تحويله إلى أرضي يمنع إيصال الخدمة إلى 15 ألف مشترك جديد.
وأكد اليمني على أن الشركة تنسق مع مراكز البحوث والجهات المعنية بالدراسات المحلية والعالمية، وتلتزم بمسؤولياتها الاجتماعية، وتضع الصحة والسلامة في مقدمة أولوياتها، على أن تكون جميع معداتها آمنة ولا تشكل خطرا.

التعليقات 2
التعليقات 2
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    عبدالرحمن بن خلوفه 20-02-1432 09:44 مساءً
    الحل الوحيد أن يوضع فوق بيت مدير الشركة الذي ينفي سلك ضغط عالي ..أذا صحيح هذه الأسلاك ينصحون بالابتعاد عنها لأنه تسبب امراض سرطان وخاصة الدم ...الله يكفينا شرها وكل مسلم ..وعيب يا شركة الكهرب ترى مكاسبكم بالمليارات ...أتقوا الله يا مدراء الشركة وخلوكم مكان اي واحد يمر سلك عالى من فوق بيته ...واذا استمر رفض الشركة يجب تقديم شكوى لحقوق الأنسان الراقده أصلا ..
  • #2
    صالح 21-02-1432 05:37 مساءً
    لانملك الا الدعاء الى الله بأن يقينا شر هذه الاخطار ونناشد الدكتور عبد الله الشهري بذل جهوده المباركه لرفع هذا الضرر عن المواطنين والله المستعان
أكثر  

طب وصحة

طبيبة: تجاهل وجبة الفطور بشكل متكرر يمكن أن يرفع من خطر الإصابة بجلطة دماغية.
/ 19 شوال 1445

طبيبة: تجاهل وجبة الفطور بشكل متكرر يمكن أن..

تشير الأبحاث المتعددة إلى أن العلاقة بين توقيت تناول الطعام وتكراره ومخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية قوية. وقد يؤدي تجاهل وجبة الفطور بشكل متكرر إلى الإصابة بجلطة دماغية. الدكتورة كسيني..

ما هي إبر أوزمبك لعلاج مرض السكري والتنحيف .. اضرارها الجانبية
/ 16 شوال 1445

ما هي إبر أوزمبك لعلاج مرض السكري والتنحيف..

يُعد دواء **أوزمبك**، المعروف علميًا بالسيماجلوتيد، علاجًا فعّالًا يُعطى عبر الحقن تحت الجلد للمساعدة في: - **تنظيم مستوى السكر في الدم** للأشخاص المصابين بالنوع الثاني من السكري، وذلك بالتزامن مع ..

الاستيقاظ في الساعة 6:30 صباحًا يمكن أن يطيل العمر بإذن الله
/ 24 رمضان 1445

الاستيقاظ في الساعة 6:30 صباحًا يمكن أن يطيل العمر بإذن الله

البروفيسور أليكسي سيتنيكوف، الذي يتخصص في العلوم النفسية والاقتصادية والفلسفية، يشدد على أن الجسم يبدأ في عملية الشفاء الذاتي عند الالتزام بوقتين مثاليين للنهوض وممارسة الرياضة. ينصح البروفيسور الأشخا..