الحفاظ على البيئة والعالم الفطري همه الأول

 (موقع تنومة - عبدالله غرمان)
هناك اهتمامات قد تعد صغيرة أو ساذجة أحياناً في نظر البعض ولكن حينما نتأملها بتفكر عميق نجدها في غاية الأهمية كيف لا وهي تجسد حالة من الحالات التي نفتقر لها كثيراً إنها الرحمة التي نحتاج لها في حيتنا اليومية ,ولأن رحمة الله واسعة فقد ورد في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خلق الله مائة رحمة ,فوضع رحمة واحدة بين خلقة يتراحمون بها وعند الله تسع وتسعون رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الراحمون يرحمهم الرحمن، أرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء) رواه أبو داود والترمذي.

وعطفاً على هذا كله تعجبت من رجل جعل جل وقته مسخراً للعطف على كل المخلوقات التي يشاهدها كالقطط والبهائم والطيور والحشرات وغيرها من المخلوقات كالزواحف التي يتحاشى الإنسان الاقتراب منها أصلاً وقد لاتستغرب وهو يمشي بجوارك ثم ينحني فجأة وقد حمل نملة ليضعها في مكان آمن بعيداً عن طريق السيارة وحتى لا تدهسها أقدام البشر ليواصل سيره بعد ذلك وكذلك الحال مع الدود والخنافس والطيور الجريحة وغيرها من المخلوقات لتكون بعيدة عن مكمن خطر الإنسان.

ويتألم كثيراً حينما يشاهد طيوراً أو حشرات أو غيرها من مخلوقات الله وقد نفقت بسبب دهس في الطريق من قبل مركبة أو قتلت من قبل إنسان ,فالقاتل في نظره معتد على حرية هذه المخلوقات .

ومن المواقف التي يلاحظ عليه التأثر بسببها حينما يذكر له ان قطة قد دهست في الشارع مثلاً فيتألم ويعيش لحظات حزن صامتة يكاد أن يجهش خلالها بالبكاء ويكاد أن ينفطر قلبه من الحزن ويطلب عدم إكمال القصة مما يجد في نفسه من الأم والحزن .

يقول شقيقه الأكبر عبد الله : تأملت في نفسية هذا الرجل فوجدته لايختلف كثيراً عن الناس المحيطين به وليس به عاهة أو حالة نفسية أو غيرها من الأمور التي يعتقد انها أثرت كثيراً في تحول فكره إلى هذا الاهتمام الطاغي بأمور الطبيعة وعالمها الفطري خلال مسيرة حياته فهذه العلاقة بينه وبينها وطيدة منذ الصغر ويستطرد قائلاً : نتحاشى أن نقتل الفواسق وحتى الضواري وهو موجود معنا ولكم أن تصدقوا أنه وجد ذات يوم منذ نحو عشرين عاماً قطة صغيرة جداً تموء على قارعة الطريق العام وقد دهست أمها والصغيرة في ليلة ماطرة والضباب يلف المكان فقام بحملها معه إلى المنزل وعطف عليها وأعتنى بها أيما إعتناء وأصبحت هذه القطة جزءً من حياته وخلال بضعة أعوام أصبح لديه قطيع من القطط سخر لها جل وقته وجعل لكل واحد من هذه القطط إسماً يتميز به عن غيره وخصص لها مكاناً تعيش فيه بجوار المنزل وكان كثيراً ما يتصارع معنا بسببها لما تسببه لنا من مضايقة وإزعاج ومن فرط عنايته بها أنه خصص لها مكاناً بجمع فيه لها فيه بقايا طعام الموائد التي يحضرها في المناسبات أو بقايا وجبات الطعام,ولأن العلاقة بين الإنسان والحيوان علاقة تعامل لا علاقة حديث أو تبسم فإن هؤلاء القطط أصبحوا يفهمون إشاراته ويتفاعلون مع كل حركة يفعلها امامهم ويقفزون على ظهره وعلى رأسه ويتحلقون حوله وينطلقون نحوه حينما يشعرون بخطر يقترب منهم ويتبعونه في مشاويره القريبة من المنزل ويأنسون به والأدهى من ذلك أنهم يفتقدونه حينما يغيب عن المنزل .

فسبحان من أنعم عليه بنعمة العطف على هؤلاء المخلوقات ,ويواصل سرد حكاية أخيه قائلاً كثيراً ما نقول له الناس أولى بعطفك من الحشرات والطيور والحيوانات فيقاطعنا قائلاً : الناس يستطيعون درء أخطار الحيوانات بما حباهم الله من عقل أما هذه المخلوقات فلا حول لها ولاقوة ومكر الإنسان أدهى وأشد ضرراً عليها وكثيراً مايردد إتركها في حالها فلن تقترب منك يقصد بذلك الأفاعي والعقارب كمثال وكثيراً ما حال بيننا وبين قتل أي منها.

بقي أن نعلم أن هذا الرجل بسيط جداً في تعامله مع الآخرين ولكنه يملك فكراً وثقافة عالية جداً رغم تعليمه البسيط الذي لايتجاوز المرحلة المتوسطة ولديه هواية وفن جميل يعتبر من أهم الفنون وهو فن الخط العربي الذي أبدع فيه أيما إبداع.

إنه إبن قرية آل سيارة إحدى القرى الصغيرة في جبل منعاء بتنومة بني شهر

المواطن حميدي بن محمد بن فايز الشهري




حميدي محمد ... يلاحق احد هواة الصيد ويحاول توعيته بأهمية المحافظة على الحياة الفطرية