أعمدة عسير البازلتية: تحفة جيولوجية تروي تاريخ الأرض!

في قلب جبال وسهول عسير، تقف "الأعمدة البازلتية" شامخة، ليست مجرد صخور، بل منحوتات فنية طبيعية شكلتها الحمم البركانية على مدى ملايين السنين. هذه التكوينات الفريدة من نوعها في المملكة، تجسد التقاء الجمال الطبيعي مع عمق العلم الجيولوجي.
كيف تشكلت هذه الأعجوبة؟
الأعمدة البازلتية هي صخور نارية بركانية نشأت من تدفقات الحمم البركانية التي بردت ببطء على سطح الأرض. هذا التبريد البطيء أدى إلى انكماش الحمم وتصدعها، لتشكل أعمدة هندسية دقيقة، غالبًا ما تكون سداسية، خماسية، أو رباعية الأضلاع بدقة طبيعية مذهلة. ألوانها غالبًا ما تكون سوداء، وقد تميل إلى الرمادي أو البني المحمر حسب مكوناتها المعدنية.
الدكتور عبد الله محمد العمري، المشرف على مركز الدراسات الزلزالية بجامعة الملك سعود، يؤكد أن عسير غنية بهذه التكوينات، وتنتشر في عدة مواقع مثل محايل عسير، ووادي يعوض بالحرجة (جبل مشرف)، وقرن مُجعل شرق تندحة، ووادي العسران، والمنطقة الساحلية بين القحمة والبرك ضمن سلسلة الجبل الأسود.
تاريخ ضارب في القدم وأهمية علمية وسياحية
هذه التكوينات ليست حديثة الاكتشاف، فقد وصفها الهمداني في كتابه "صفة جزيرة العرب" كجزء من سلسلة "سراة جنب". تمتد هذه الحرات البركانية لمساحة تقدر بنحو 700 كم² وتضم جبالًا شاهقة كجبل فرواع (3004 أمتار) وجبل ظلم (2575 مترًا).
طارق أبا الخيل، المتحدث الرسمي لهيئة المساحة الجيولوجية السعودية، يوضح أن الأعمدة تشكلت نتيجة انكماش حراري يشبه تشقق الطين عند الجفاف، لكنه يحدث في الصخور البركانية، وخاصة البازلت. هذه التكوينات تعود إلى 30 مليون سنة مضت، وتعد ذات أهمية علمية كبيرة لدراسة النشاط البركاني القديم في شبه الجزيرة العربية.
من جانب آخر، يرى الدكتور عبدالله بن علي آل موسى، الباحث في السياحة الجيولوجية بعسير، أن الأعمدة البازلتية ليست مجرد ظاهرة علمية، بل تراث جيولوجي هام يعزز من مكانة عسير كوجهة سياحية طبيعية. بعض هذه الأعمدة تحمل نقوشًا قديمة (كما في قمة قرن القاعة)، مما يشير إلى بعد تاريخي وحضاري قديم للمنطقة، ويجعلها مجالًا خصبًا للباحثين ومحبي التراث الجيولوجي.
هذه الأعمدة هي معلم جيولوجي فريد، يجمع بين روعة التكوين الطبيعي وعمق التاريخ البركاني للمنطقة، وتعد وجهة واعدة للسياحة البيئية في عسير.
المصدر/ وكالة الأنباء السعودية.
كيف تشكلت هذه الأعجوبة؟
الأعمدة البازلتية هي صخور نارية بركانية نشأت من تدفقات الحمم البركانية التي بردت ببطء على سطح الأرض. هذا التبريد البطيء أدى إلى انكماش الحمم وتصدعها، لتشكل أعمدة هندسية دقيقة، غالبًا ما تكون سداسية، خماسية، أو رباعية الأضلاع بدقة طبيعية مذهلة. ألوانها غالبًا ما تكون سوداء، وقد تميل إلى الرمادي أو البني المحمر حسب مكوناتها المعدنية.
الدكتور عبد الله محمد العمري، المشرف على مركز الدراسات الزلزالية بجامعة الملك سعود، يؤكد أن عسير غنية بهذه التكوينات، وتنتشر في عدة مواقع مثل محايل عسير، ووادي يعوض بالحرجة (جبل مشرف)، وقرن مُجعل شرق تندحة، ووادي العسران، والمنطقة الساحلية بين القحمة والبرك ضمن سلسلة الجبل الأسود.
تاريخ ضارب في القدم وأهمية علمية وسياحية
هذه التكوينات ليست حديثة الاكتشاف، فقد وصفها الهمداني في كتابه "صفة جزيرة العرب" كجزء من سلسلة "سراة جنب". تمتد هذه الحرات البركانية لمساحة تقدر بنحو 700 كم² وتضم جبالًا شاهقة كجبل فرواع (3004 أمتار) وجبل ظلم (2575 مترًا).
طارق أبا الخيل، المتحدث الرسمي لهيئة المساحة الجيولوجية السعودية، يوضح أن الأعمدة تشكلت نتيجة انكماش حراري يشبه تشقق الطين عند الجفاف، لكنه يحدث في الصخور البركانية، وخاصة البازلت. هذه التكوينات تعود إلى 30 مليون سنة مضت، وتعد ذات أهمية علمية كبيرة لدراسة النشاط البركاني القديم في شبه الجزيرة العربية.
من جانب آخر، يرى الدكتور عبدالله بن علي آل موسى، الباحث في السياحة الجيولوجية بعسير، أن الأعمدة البازلتية ليست مجرد ظاهرة علمية، بل تراث جيولوجي هام يعزز من مكانة عسير كوجهة سياحية طبيعية. بعض هذه الأعمدة تحمل نقوشًا قديمة (كما في قمة قرن القاعة)، مما يشير إلى بعد تاريخي وحضاري قديم للمنطقة، ويجعلها مجالًا خصبًا للباحثين ومحبي التراث الجيولوجي.
هذه الأعمدة هي معلم جيولوجي فريد، يجمع بين روعة التكوين الطبيعي وعمق التاريخ البركاني للمنطقة، وتعد وجهة واعدة للسياحة البيئية في عسير.
المصدر/ وكالة الأنباء السعودية.