×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

د . العواجي في الإثنينية : من شمّ هواء تُنومة الزهراء فلا بُد أن يعود إليها مراتٍ ومرات

د . العواجي في الإثنينية : من شمّ هواء تُنومة الزهراء فلا بُد أن يعود إليها مراتٍ ومرات
صحيفة تنومة - أ.د / صالح أبو عرّاد - بدر الطنيني نظمت ( اثنينية تُنومة الثقافية ) لقاءها ( الخامس ) لهذا الموسم بقاعة مكتب الدعوة والإرشاد ودعوة الجاليات في محافظة تُنومة بعد صلاة العشاء من مساء يوم الثلاثاء 16 شوال 1435هـ ، و كان ضيف اللقاء ( عرَّاب الجهوة ) الدكتور /علي بن محمد العواجي عضو هيئة التدريس بجامعة جازان ، والباحث التاريخي الـمعني بتاريخ ولاية الجهوة التاريخية .
بدء اللقاء بترحيبٍ من المشرف على الاثنينية د . صالح أبو عرَّاد بالحضور الأفاضل ، وشكر الضيف على كريم تجاوبه ، حيث إنه استجاب للدعوة رغم صعوبة ظروفه ، وانشغاله بالفصل الصيفي في جامعته ، وكان مما جاء في التقديم أن فعاليات هذا الموسم جاءت متميزةً وفريدةً وبخـاصة أن بدايتها كانت قد انطلقت بلقاءٍ جميلٍ وجليل ومتميز مع قامةٍ من القامات الشامخة في بلادنا ، وهو علامة جبال السروات وبلاد رجال الحجر فضيلة الشيخ الدكتور المؤرخ / عمر بن غرامة العمروي مساء يوم الخميس 14 شعبان 1435هـ ، وها هي تُختتم في هذه الليلة بلقاءٍ رائعٍ وماتعٍ مع قامةٍ أُخرى تتمثل في شخصية عرَّاب الجهوة الدكتور / علي بن محمد العواجي الذي لا يحتاج منّا إلى تعريفِ بشخصه أو بسيرته فهو علمٌ بارزٌ يعرفه الجميع .

image

أما موضوع اللقاء فسوف يكون عن ( صحابيٌ من بني شهر .. من خلال نقوش ولاية الجهوة ) . وهو ما سوف يُمتعنا ضيفنا الكريم بالحديث عنه في هذه الليلة المباركة بإذن الله تعالى ، فليتفضل مشكوراً ومأجوراً بإذن الله .
جديرٌ بالذكر أن الضيف الكريم كان قد أهدى للمشرف على اثنينية تُنومة الثقافية قبل بداية اللقاء نسخةً من ( دينار هشام بن عبد الملك ) الذي يعود تاريخه إلى عهد الدولة الأموية وبالتحديد في سنة 118هجرية ، وقد استمتع الحضور بمشاهدة الدينار الذهبي وتفحصه ، والتقاط العديد من الصور له .

image

image

بدأ بعد ذلك الدكتور العواجي بحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله ، ثم شكر الجميع على ما قدموه من حفاوةٍ وترحيب ، وقال : إن هذه المشاركة هي ( الثانية ) التي يُدعى فيها للاثنينية ، وأنه سعيدٌ جداً بهذا اللقاء ، ولاسيما أن من شم هواء تُنومة الزهراء فلا بُد أن يعود إليها مراتٍ ومرات .
قدم الدكتور بين يدي محاضرته بالحديث الذي رواه ابن عباس، أن رجلا من أزد شنوءة، يقال له ضماد كان يعالج من الأرواح ، فقدم مكة فسمعهم يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم‏ :‏ ساحر، وكاهن ، ومجنون ، فقال ‏:‏ لو أتيت هذا الرجل لعل الله أن يعافيه على يدي فلقيته ، فقلت ‏:‏ يا محمد ، إن الله يشفي على يدي ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ‏:‏

‏ "‏ الحمد لله نحمده ، ونستعينه ، ونؤمن به ، ونتوكل عليه ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، أما بعد ‏"‏ . فقال ‏:‏ أعد عليَّ قولك ‏:‏ فأعاد النبي صلى الله عليه وسلم قوله ثلاثا ، فقال ‏:‏ والله لقد سمعت قول الكهنة ، وسمعت قول السحرة ، وسمعت قول الشعراء ، فما سمعت مثل هؤلاء الكلمات ، ولقد بلغن قاموس البحر، فمد يدك فبايعني ، فمد النبي صلى الله عليه وسلم يده فبايعه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏ وعلى قومك ‏؟‏ ‏"‏ . قال ‏: ‏وعلى قومي " ( رواه ابن عون ، وأيوب ، ويونس بن عبيد ، عن عمرو بن سعيد نحوه ) .

وقال تعليقاً على الحديث : إن ضماد الأزدي ( رضي الله عنه ) ، من أزد شنوءة أي من بلاد الحجر ، وكان صديقًا للنبي صلى الله عليه وسلم في الجاهلية ، وكان رجلًا يتطبب ، ويرقى ، ويطلب العلم ، وقد أسلم في أول الإسلام .

ثم طرح الضيف تساؤلاً قال فيه : متى ورد ذكر بلاد رجال الحجر لأول مرة في المصادر التاريخية ؟

وكانت الإجابة : إن أول ذكر لبلاد رجال الحجر في المصادر التاريخية كان قد جاء في سنة ( 240) للميلاد ، وكان ذلك ضمن النقوش السبئية القديمة لملك سباء وذي ريدان ( نشا كرب ) .

وأكّد سعادته أن تاريخ بلاد رجال الحجر قد ضاع بين كثيرٍ من التسميات والمصطلحات القديمة المتنوعة الاهتمامات ، وأن علماء اليمن كانوا ينسبون بعض أعلام بلاد الحجر إلى بلاد اليمن .

أشار د/ العواجي بعد ذلك إلى دلائل وجود مدرسة الحديث النبوي في ولاية الجهوة وعرض نقشاً لأبي فاطمة الأزدي ، الذي تؤكد معلومات النقش أنه صحابيٌ ربعيٌ شهري ، وقد شارك ( رضي الله عنه ) في غزوة ذات الصواري ، وهي أول معركةٍ بحريةٍ إسلامية ، وقد اختط داراً في مصر بعد دخولها مع عمرو بن العاص ( رضي الله عنه ) ، ويُعد أبو فاطمة الأزدي شخصيةً كبيرةً لها دورٌ كبيرٌ في تاريخ الإسلام .
عرض المحاضر بعد ذلك عدداً من الصور لمجموعةٍ من النقوش الصخرية ذات العلاقة بأبي فاطمة الأزدي وحفص بن عمر الشهري موضحاً من خلالها قوة العلاقة والارتباط بينه وبين ابن ماجه .

كان التعليق الأول من نصيب د . ظافر بن سعيد آل حمّاد الذي شكر الضيف ، وأثنى على ما قدَّمه من طروحاتٍ ومعلومات ، وقال : إن ما قدمه ضيفنا وإن كان مختصراً إلاّ أنه عظيم في دلالته ومعناه . وختم تعليقه بوصف الدكتور العواجي أنه من المبدعين والموهوبين في هذا الفن الذي استوعبه بطريقةٍ جعلته يُبدع في طرحه وتقديمه .

أما التعليق الثاني فكان للعميد المتقاعد صالح بن حمدان الذي قال إن المحاضر قد ارتقى بنا جميعاً إلى مستوىً مرتفع من الطرح العلمي ، مؤملاً أن يستمر الدكتور العواجي في أبحاثه ودراساته الرائعة حول تاريخ وتراث المنطقة ، وختم تعليقه باقتراح أن يتم دعوة الطلاب المتميزين من طلاب المرحلة الثانوية لحضور فعاليات الاثنينية ، والتنسيق في ذلك مع إدارات المدارس في تُنومة .

وجاء التعليق الثالث للأستاذ الدكتور اللواء / علي بن فايز آل جحني الذي أثنى على ما قدّمه المحاضر ، وأشاد بكونه قد حسم الخلاف بين المؤرخين في مسألة تحديد اسم ونسب الصحابي الجليل أبا فاطمة الأزدي .

وأضاف قائلاً : إن ما قدّمه عرّاب الجهوة الدكتور العواجي من طروحات ومعلومات جديرٌ بالعناية والاهتمام والاحترام ؛ ولاسيما أنه يتكئ على الكثير من الأبحاث والدراسات العلمية ، وجاء نتيجةً للكثير من الرحلات العلمية والتنقلات التي استمرت لعددٍ من السنوات ، وقال : إنني متأكدٌ من أن ما قدّمه الدكتور العواجي قد جاء في وقتٍ أخفق فيه أبناء المنطقة ، وفشلوا فشلاً ذريعاً حيث لم يتمكنوا من كشف تلك الحقائق العلمية عن تاريخ منطقتنا ، بل إنهم لم يُشيروا إلى شيءٍ منها في أبحاثهم ودراساتهم ومؤلفاتهم .

أما التعليق الرابع فكان للشيخ / حميدي بن عامر الذي اختصره في توجيه سؤالٍ واحدٍ للضيف قال فيه : هل واجهتك بعض المعارضات ؟ وهل كان في بحثك بعض المجاملات ؟

جاء بعد ذلك الشيخ عبد الله بن سالم مدير مكتب الدعوة والإرشاد في تُنومة الذي أشار إلى أن هناك جوانب تاريخية مرتبطة بالمنطقة ولكنها لم تظهر إلاّ بعد نشر البحث وطباعة الكتاب ، لافتاً النظر إلى أن هناك من يرى أن العُلماء الأجلاء في الماضي لم يكونوا يجدون الوقت الكافي لترك أسمائهم ونقشها على الصخور .

وفي نهاية التعليقات تفضل الدكتور العواجي بشكر الحضور والمُعلقين والمداخلين ، واصفاً تلك المداخلات بالتاج على الرأس . موضحاً أنه قد تعرض لبعض المواقف والعديد من الظروف التي كان من أبرزها مرض ابنه الأكبر / محمد خلال فترة البحث ثم انتقاله إلى رحمة الله تعالى ، ومنها أنه في مرحلةٍ معينة كان قد عزّم على عدم طباعة البحث ، وقرّر أن يطوي صفحاته لأسبابٍ مختلفة ؛ إلاَّ أن إرادة الله تعالى ثم تشجيع بعض المنصفين من أبناء المنطقة جعله يتراجع عن ذلك القرار .

وقد أشاد الدكتور العواجي بما حصل له من تكريمٍ في الملتقى الأول لقبيلة بني شهر حيث إنه يعدُه وساماً يعتز به ويفتخر لكونه المُكرَّم الوحيد من خارج أبناء القبيلة .
أما علماء السلف وهل يليق بهم الانشغال بكتابة أسمائهم ونقشها على الصخور ؛ فصحيحٌ أنهم لم يكونوا في حاجةٍ لذلك ، ولكنهم كانوا ( بلا شك ) يطمعون في دعاء الناس لهم ، وهو ما تحقق عبر تلك السنوات الطويلة ، ثم أنني أتوقع أن الهدف من ذلك قد يتمثل في أن الله تعالى أراد أن يُثبت لنا وللأجيال القادمة أن أولئك النفر هم أصحاب تلك الحضارة وتلك الكتابات والنقوش .

وفي ختام اللقاء قام الدكتور أبو عرّاد بتسليم الضيف شهادة شكرٍ وتقدير ، كما قام اللواء الدكتور / علي بن جحني بتقديم درع تذكاري للدكتور العواجي تقديراً منه ومن جائزة الأستاذ الدكتور علي بن فايز الجحني للإبداع والتميُز ، ثم تم التقاط بعض الصور التذكارية بهذه المناسبة .

image

image

image

التعليقات 1
التعليقات 1
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    سعودي 18-10-1435 08:42 مساءً
    حيا الله العواجي وابو عراد ودينار هشام والحاضرين ..
أكثر  

طب وصحة

طبيبة: تجاهل وجبة الفطور بشكل متكرر يمكن أن يرفع من خطر الإصابة بجلطة دماغية.
/ 19 شوال 1445

طبيبة: تجاهل وجبة الفطور بشكل متكرر يمكن أن..

تشير الأبحاث المتعددة إلى أن العلاقة بين توقيت تناول الطعام وتكراره ومخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية قوية. وقد يؤدي تجاهل وجبة الفطور بشكل متكرر إلى الإصابة بجلطة دماغية. الدكتورة كسيني..

ما هي إبر أوزمبك لعلاج مرض السكري والتنحيف .. اضرارها الجانبية
/ 16 شوال 1445

ما هي إبر أوزمبك لعلاج مرض السكري والتنحيف..

يُعد دواء **أوزمبك**، المعروف علميًا بالسيماجلوتيد، علاجًا فعّالًا يُعطى عبر الحقن تحت الجلد للمساعدة في: - **تنظيم مستوى السكر في الدم** للأشخاص المصابين بالنوع الثاني من السكري، وذلك بالتزامن مع ..

الاستيقاظ في الساعة 6:30 صباحًا يمكن أن يطيل العمر بإذن الله
/ 24 رمضان 1445

الاستيقاظ في الساعة 6:30 صباحًا يمكن أن يطيل العمر بإذن الله

البروفيسور أليكسي سيتنيكوف، الذي يتخصص في العلوم النفسية والاقتصادية والفلسفية، يشدد على أن الجسم يبدأ في عملية الشفاء الذاتي عند الالتزام بوقتين مثاليين للنهوض وممارسة الرياضة. ينصح البروفيسور الأشخا..