×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

نص الحوار الذي أجرته صحيفة "سبق" مع كبير المذيعين بالتلفزيون السعودي الأستاذ عبدالله بن جميل

نص الحوار الذي أجرته صحيفة "سبق" مع كبير المذيعين بالتلفزيون السعودي الأستاذ عبدالله بن جميل
متابعة - حمود الشبيلي 
كبير مذيعي التلفزيون عبدالله الشهري
"هاشتاق تويتر" ليومين يكفي لمعالجة المسؤولين "النكديين"


- نظام الخدمة المدنية سبب تأخر الإعلام السعودي

- لا يوجد صراع و "شللية" بين كبار مذيعي التلفزيون والإذاعة وهم يفرحون بكل صوت جديد.

- أعطوا المذيعين السعوديين التأمين الطبي وبدل السكن ثم حاسبوهم.

- بيئتنا غير مناسبة لصناعة النجوم، فالمسافة قاتلة بين الواقع والمطلوب.

- قناة الجزيرة استثناء و "العربية" أخطاؤها قاتلة وشريطها الإخباري مزعج.

- لا يحزنني موت الإعلاميين مفلسين في حين تهدى الملايين والسيارات للفنانات واللاعبين.

- المرحلة الإعلامية الحالية لا تقبل أنصاف الحلول ولا المجاملات.

- الاتجاه المعاكس في الإعلام هو أن تجادل ولا تحاور وتناور ولا تفكر.

- عندما يغيب النظام ونفقد المكاشفة والشفافية يتسع الانتفاع والمصالح الشخصية في المجتمع.

- القدرات الفنية للمذيعين السعوديين تدنت إلى مستويات مزعجة.

- في بريطانيا عرفت معنى العمل الإذاعي والتلفزيوني العريق.

- بعض المذيعين يجب أن تبحث له عن عمل آخر.


شقران الرشيدي,
عدسة: عبدالله النحيط- سبق- الرياض: قال عبد الله الشهري كبير مذيعي التلفزيون السعودي إن الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، والهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع، وهيئة وكالة الأنباء السعودية ستسهم في تغيير صورة الإعلام الرسمي السعودي للأبد. وأشار في حواره مع "سبق" إلى أن معظم أسباب تأخر الإعلام المحلي عن مواكبة مستجدات العصر وتأخره في المواقف الإعلامية يعود إلى احتكامه إلى نظام الخدمة المدنية ولنظام مالي تقليدي لا يصلح أبداً للمؤسسات الإعلامية.

وأكد الشهري أن هناك تدنياً واضحاً في مستوى المذيعين السعوديين بشكل مزعج جعل المشاهد المحلي "يفر" لقنوات أخرى.

وتناول الحوار عدداً من المحاور الإعلامية وبعض قضايا المجتمع. فإلى تفاصيله..

** بوفاة الإعلامي الكبير سليمان العيسى.. هل يمكن أن نقول انتهت مرحلة الرواد في الإعلام السعودي؟

- رحمه الله، ورحم كل من فقدنا في الوسط الإعلامي وغيره. لكل زمان رواده ورجاله ومعطياته وأدواته.. ولا يوجد معيار أو عدة معايير يمكن تطبيقها حتى نحكم على هذه الريادة سوى عامل الزمن، فأنتم في صحيفة "سبق" ستكونون جيل الرواد عند الحديث عن الصحافة الإلكترونية بعد عشر سنوات مثلاً.. فالمسألة نسبية.. وقس على ذلك في كل المجالات الفنية والرياضية والسياسية والاجتماعية.


image


** يتحدث الناس كثيراً عن (خليفة) سليمان العيسى، فما تعليقك؟

- أكرّر ما قلته في مداخلاتٍ سابقة: إن سليمان العيسى كان مثالاً حياً للإعلامي المتمكّن من أدواته والمسئول القادر على إدارة العمل باحترافٍ ومهنيةٍ عالية. وعليه، فإن (أيَّ محاولةٍ لاستنساخ تجربة ودور وكاريزما سليمان العيسى سيكون مآلها الفشل). صحيح أن الاستفادة من التجارب وقصص النجاح من أسس ومكونات المميزين إلا أن التماهي أو محاولة لعب أدوارٍ مشابهةٍ لن تحقق النتائج ذاتها.

** في التعريف الخاص بك على تويتر وفيس بوك تقول: (مستشار إعلامي وإداري ومهتم بتطوير الذات والأدوات) فهل تشرح لنا العلاقة بين هذه الاهتمامات؟

- الخبرات التي تراكمت طوال السنوات الماضية في مجال الإعلام، والتطوير المستمر الذي ألزمت نفسي به يسمحان لي بالمساهمة البسيطة في مجال الاستشارات، أما التنمية الإدارية والبشرية فقد وجدت نفسي فيها بعد جملةٍ من المشاركات والدورات الخاصّة بالإدارة وتطوير الذات وعضوية عديدٍ من الجمعيات ذات العلاقة داخل المملكة وخارجها.


** الموظف "الكسول" لا يمل مجاملة المدير، والكاتب "الرديء" يوثق الصلة برئيس التحرير، والمذيع "السيئ" يبرز دائماً في التلفزيون السعودي.. أليس كذلك؟


- لا أستطيع الإجابة بنعم فأظلم الزملاء وأظلم نفسي، ولا أستطيع الإجابة بلا فأبالغ في الدفاع.. نعم هناك بعض الزملاء الذين يحتاجون إلى تدريب وتكثيف القراءة والاطلاع.. وهناك من يحتاج أن تبحث له عن مكان آخر.. وبالمقابل هناك عدد كبير من المبدعين الشباب الذين يحتاجون فقط إلى صقل مهاراتهم وزيادة جرعات التدريب.. وستجد الفرق.


** عندما "يصاب" بعض المسؤولين بداء "النكد" و "تعطيل" مصالح الناس.. كيف نعالجهم؟


- بالدعاء لهم بالصلاح أولاً، والضغط الإعلامي من كل الوسائل الممكنة أقلها "هاشتاق" لمدة يومين في تويتر فقط و "شوف" النتائج.

** هل فعلاً الخروج في نشرات أخبار التلفزيون السعودي يمنح العلاقات والحظوة و "الشرهات" لبعض الناس؟

- إلى حد ما في موضوع العلاقات، أما "الشرهات" فلها معنى عندنا في الجنوب يرتبط بالعيب وليس بالمكرمة.


** حسناً.. لماذا يقرأ مذيع أخبار التلفزيون السعودي النشرة وهو مقطب الحاجبين ومكتئب جداً؟

- هذا غير صحيح، مع الاحترام والتقدير، وجميل سمان رحمه الله كان صاحب أشهر ابتسامة، مهما كانت الأخبار مزعجة.. ومعظم قراء النشرات اليوم من الشباب الرائع الذين أثبتوا حضوراً لافتاً وأنا فخور بهم وأتشرف بمزاملتهم الآن، وأتمنى أن يركزوا أكثر على اللغة والأداء، حتى يكونوا قادرين على الابتسامة بثقة.


** يا أخي الدنيا تطورت وتغيرت ولا يزال التلفزيون السعودي وفياً لتقاليده الإعلامية القديمة وأخبار استقبل وودع.. متى يستيقظ من سباته؟


- في مسألة الأخبار من حيث المحتوى وطريقة العرض، لي تحفظاتي الخاصة، ولكن هذا هو السياق العام الذي يراه المعنيون، وبحكم أنني لا أشغل أي منصب إداري له علاقة بالأخبار فليس لدي الإجابة المقنعة لك.

image



** "فرار" المشاهدين السعوديين إلى قنوات أخرى.. هل يضايق مسؤولي القنوات السعودية؟


- طبيعي أن يتجه المشاهدون إلى قنوات ووسائل أخرى.. ولكن قنواتنا لها مشاهدوها.. أما هل يتضايق الزملاء مسؤولو القنوات السعودية من ذلك.. فأنا بدوري أنقل سؤالك لهم.

** نسمع بين الفترة والأخرى عن "حرب" دائرة بين كبار المذيعين.. ما صحة ذلك؟


- لم أسمع عنها ولم ألحظ ما يشير إلى ذلك.


** إذن ما حقيقة ما يقال عن صراع المذيعين و "الشللية" في التلفزيون والإذاعة وعدم فرحتهم بكل صوت جديد؟

- قد تكون هناك منافسة على من يكون الأفضل وهذه حالة إيجابية، أما عدم الفرحة بأي صوت جديد فلا أعتقد، ولا يفكر في مثل ذلك إلى فاقد لشرعية وجوده إما بضعف صوته أو لغته، وهذا موجود في كل مجالات الحياة. صدقني أن المذيع الواثق من أدواته وإمكانياته سيكون فرحاً ومرحباً بأي زميل وبأي صوت جديد ومقنع ينضم للعمل الإذاعي والتلفزيوني، أما من يتضايق من الأصوات الجميلة والشابة فلا شك أنه يعاني مركبات نقص مزعجة ويجب أن نتعامل معه على هذا الأساس.

** "الاتجاه المعاكس" في الإعلام.. ما شروطه؟


- أن تعمل باتجاه مخالف لما ألفه المتلقي، وأن تختار موضوعات تثير الأعصاب، وأن تحيّد المهنية والموضوعية، وأن تجادل ولا تحاور، وتناور ولا تفكر.

** لماذا أصبح حب الوطن "منّة" لبعض رجال الأعمال السعوديين؟


- من الصعب الحكم بهذه البساطة.. لنظن خيراً في الجميع وهم كذلك إن شاء الله.


image


** إلى أي مدى انشغلنا بالحوار مع الآخر البعيد وتجاهلنا الآخر الذي يعيش معنا؟

- عد إلى وثائق مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني أو تتبع بعض عناوين اللقاءات السابقة التي جابت مختلف مناطق المملكة، وستجد أن هناك عملاً يستحق التقدير.. ولكن التوصيات.. الله أعلم وين درْبها؟

** قيل: "كم يحزنني الإعلاميون والصحفيون عندما يموتون مفلسين؛ في حين تهدى الملايين وأفخم السيارات للفنانات وللاعبي الكرة". هل يحزنك ذلك؟


- هذا الموضوع لا يهمني كثيراً لقناعتي المطلقة بأن الأرزاق بيد الله سبحانه وتعالى، وما ينقص المبدعين من إعلاميين وغيرهم وضيق حالات كثير منهم قد يكون خيراً لهم.


** عندما تتسع الفروق بين من يملكون ومن لا يملكون في المجتمع.. هل يعني هذا ظهور الانتقام غير المباشر والجريمة والإحباط وغياب الإنتاج؟

- طبيعي أن تكون النتائج مفزعة ومخجلة ومرعبة في حالة اتساع الهوة بين طبقتين: الأولى مخملية مترفة، والثانية مسحوقة ومعدمة، حيث تغيب وتتلاشى الطبقة الوسطى، ولنا في تجارب أمريكا الجنوبية وإفريقيا خير دليل على ذلك، الطبقة الوسطى هي حزام الأمان، وكلما اتسعت دائرتها زادت مساحات التوازن في المجتمع، وهي ما يجب أن تتوجه لها برامج التنمية.


** في استوديوهات الإذاعة والتلفزيون.. كيف تصنعون الإعلامي؟


- من يصل إلى الاستديو يجد التوجيه والتدريب.. والصناعة هنا غائبة تماماً لسبب بسيط أن البيئة ليست مناسبة لصناعة نجوم.. إنها فقد تتلقى مخرجات ليست طرفاً في إنتاجها ولا تكييفها، وبالتالي تجد هذه المسافة القاتلة بين الواقع والمطلوب.


image


** بين مهنية قناة الجزيرة وموضوعية قناة العربية، أين تصنف القناة الأولى السعودية؟

- المقارنة صعبة وغير واردة في حالتي الجزيرة والعربية من حيث المهنية والموضوعية، ناهيك عن المحتوى والأهداف والتوجهات، لذلك سنظلم قناتنا الأولى إن وضعناها في مقارنة على أي مستوى مع هاتين القناتين.

** أما تزال وزارة الإعلام تعامل "مذيعيها وإعلاميها" كموظفي الخدمة المدنية في المكافآت والحوافز والرتب.. الخ، وعندما يصلون لسن معين تجبرهم على التقاعد؟

- هذا هو الواقع، نحن نعمل بنظام الخدمة المدنية.. لعل مع إقرار الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون والهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع وهيئة وكالة الأنباء السعودية، لعل في هذه التشكيلات الإدارية ما يغير للأبد صورة الكادر الوظيفي والإداري للإعلام الرسمي السعودي، وعلى مسؤوليتي الخاصة فإن معظم أسباب تأخر الإعلام الرسمي عن مواكبة مستجدات العصر وتأخرنا في كثير من المواقف الإعلامية يعود إلى الاحتكام إلى نظام الخدمة المدنية ونظام مالي تقليدي لا يصلح أبداً للمؤسسات الإعلامية، فقبل محاسبة الإعلاميين الرسميين السعوديين على رداءة إنتاجهم يجب العودة للنظام الذي يحكم علاقتهم بمؤسساتهم لتعرف أين يكمن الخلل.


** بعد قرار تحويل الإذاعة والتلفزيون إلى هيئة عامة، ما تصوراتكم للمرحلة القادمة؟


- برغم تأخر تفعيل القرار إلا أنه جاء في الوقت المناسب، وجاء تعيين معالي الأستاذ عبد الرحمن الهزاع ليبث الكثير من الاطمئنان في أوساط العاملين في الإذاعة والتلفزيون كونه عاصر العمل في الجهازين مدة طويلة وهو الوحيد من كبار المسؤولين الذي تمرس في مختلف القطاعات، ومارس مختلف الأعمال القيادية في الإذاعة والتلفزيون؛ هذا الرصيد الكبير من التجارب الإدارية والفنية والإعلامية يجعلنا نطمئن إلى المرحلة القادمة، وهو يعرف أن التأسيس سيكون صعباً ولكنه ليس مستحيلاً، فالمرحلة لا تقبل أنصاف الحلول ولا المجاملات، وستحسب له أو عليه كامل النتائج. نرجو الله له العون والتوفيق.


** يتكون لدينا انطباع بأن المذيع السعودي قارئ "جامد" لأخبار مملة.. فأين الحركة الجميلة والابتسامة كبقية خلق الله في القنوات الأخرى؟


- لا شك أن الصورة الذهنية الغالبة هي ما تفضلت به، ولكن الوضع الآن اختلف ونتحرك في مساحات كبيرة دون الإخلال بأساسيات الأداء وطبيعي ألا نكون كمن يعمل في محطة خاصة، ولكننا الآن أفضل من حيث الشكل العام، أما القدرات الفنية للمذيعين فقد تدنت، مع الأسف الشديد، إلى مستويات مزعجة من حيث الصوت واللغة وهما المكونان الأساسيان للمذيع الناجح.


** ألا ترى أنك تتجنى على المذيعين الجدد؟


- لا.. فالمعايير التي يجب أن تطبق على من يقبل مذيعاً تدنت بشكل مخجل لعدة أسباب، أهمها عدم إلمام بعض المسؤولين عن اختيار المذيعين باللغة العربية وتقنيات الصوت المقبول. وكثرة القنوات الإذاعية والتلفزيونية وبالتالي كثرة البرامج والمناسبات التي تحتاج إلى سد الاحتياج. وضعف أو انعدام التدريب الصحيح للمقبولين. وضعف المتابعة والمحاسبة. وقلة العائد المالي الذي يحصل عليه المذيع المتعاون، وحتى المعين على وظيفة رسمية مقارنة بغيره في قنوات أو محطات أخرى. وبرغم ذلك فإنه لا يوجد أي مبرر لأي مسؤول أن يقبل أنصاف القادرين أو عديمي القدرة ليكونوا مذيعين، وكأن مهنة المذيع أصبحت مهنة من لا مهنة له.


** وهل ينطبق هذا القول على جميع القنوات الخاصة والعامة في الوقت الحالي؟


- جميع القنوات، مع الأسف، باستثناء الجزيرة وBBC عربية والقنوات العالمية الأخرى التي بدأت البث باللغة العربية، مع الأسف، تحرص على اللغة العربية أكثر من ملاك ومسؤولي القنوات العربية.

** ولماذا تجاهلت قناة العربية، هل مذيعوها أقل كفاءة من غيرهم في الجزيرة وغيرها؟


- العربية قناة رائعة ويقوم عليها إعلاميون وصحافيون متمرسون بقيادة الأستاذ عبدالرحمن الراشد الذي أكن له كل تقدير واحترام، ولكن بعض المذيعين والمذيعات تطغى عليهم لهجاتهم المحلية في بلدانهم الأصلية، وبعضهم يقع في أخطاء لغوية قاتلة، ناهيك عن الأخطاء المزعجة على الشريط الإخباري أحياناً، وذلك برغم إمكاناتهم الصحافية وخبراتهم الطويلة. في الجزيرة لا تظهر اللهجة المحلية لأي مذيع أو مذيعة، وحتى المراسلين من الواضح أنهم يخضعون لتدريب مكثف قبل الظهور، بعكس العربية التي يبدو أنه يكتفى بتاريخ الصحافي وقدراته التحريرية أكثر من سلامة الصوت واللغة.


** ما الفرق بين مذيع بلبس الشماغ وآخر بكرافتة وبدلة؟


- نوع اللباس.. ربما؟


** هل للتكريم أهمية "خاصة" في حياة الإعلاميين "الأحياء"؟

- بالتأكيد، فهو اعتراف بجهودهم، ودعم معنوي يعوض سنوات التعب الجميل.


image

** لو سألتك عن مسمى "كبير مذيعين بالتلفزيون السعودي".. ماذا يعني لك؟

- دعني هنا أوضح نقطة على حكاية كبير مذيعين، في الواقع هي مسمى وظيفي فقط، وفيما مضى كانت وظيفة واحدة في الإذاعة فقط، وفي التلفزيون كان المسمى مدير التنفيذ، وفي السنوات الأخيرة زاد عدد الوظائف بمسمى كبير مذيعين، ففي التلفزيون الآن نحو ثمانية زملاء يحملون المسمى الوظيفي نفسه: كبير مذيعين، حيث يبدو أن المسؤولين عن تسمية وتصنيف الوظائف في وزارتي الثقافة والإعلام والخدمة المدنية لم يجدوا مسميات أخرى للمرتبة من الحادية عشرة فما فوق وتحديداً المرتبة الحادية عشرة التي وصل لها أكثر من تسعة زملاء بالمسمى نفسه. وبالتالي فإن كبير مذيعين لا تعني لي شخصياً أكثر من مسمى وظيفي، أما المقدرة الفنية والقدرة على العطاء والتميز فلا تحدده المسميات الوظيفية.


** هل يستوعب التلفزيون الرسمي طموحك ويتحمله؟


- بعد 12 سنة في الإذاعة وأكثر من عشرين سنة في التلفزيون أجدني مديناً لهما بالفضل بعد الله في معرفة الناس وممارسة هوايتي وتقديم نفسي وسط كوكبة من الأسماء الإذاعية والتلفزيونية الرائدة، أما طموحاتي فلا حدود لها، وأتمنى أن أكون أنا في مستوى ما ينتظره التلفزيون مني خاصة في المرحلة القادمة التي تتطلب عملاً مختلفاً وجهداً مضاعفاً.


** حصلت على دورات متعددة في مجال عملك داخل وخارج المملكة، ماذا أضافت لك؟


- حصلت على دورات تدريبية في معهد الإدارة العامة، ومعهد الدراسات الدبلوماسية داخل المملكة وفي القاهرة ودمشق عربياً، ومع الأسف أنها كانت مجرد اجتهادات لم تضف شيئاً، وكانت رتيبة وتقليدية ونظرية. ولكن التجربة الأحلى والأكثر إثارة كانت في هيئة الإذاعة البريطانية BBC عام 1992م، والتي شكلت تحولاً أساسياً في أدواتي المهنية والفنية وفيها ومنها عرفت معنى العمل الإذاعي والتلفزيوني وفق أسسه ومفاهيمه العريقة


** على اعتبار أنها بحار غير راكدة وأمواجها مليئة بالمفاجآت، ما الذي أغراك للغوص في بحار الإعلام دون سواه؟

- باختصار، منذ الصغر وأنا عاشق للمذياع، ومشارك بفعالية في النشاط المسرحي والإذاعي المدرسي، ومتابع لكثير من البرامج الإذاعية التلفزيونية، وتطور هذا العشق ليتحول إلى مهنة أعتز بالانتماء لها.


** إعلامي قدير ومذيع متميز.. لكنك لم تقدم حتى الآن عملاً إعلامياً مختلفاً، كما يقال؟


- شكراً على عبارات الإطراء، أخي الكريم، عندما دخلت القوات الأمريكية للعراق قدمت برنامج مع الأحداث لأربعين يوماً متواصلة قبل أن نتناوب التقديم مع الزميلين عبد الله الأفندي ومحمد العوين، ثم قدمت عدداً من البرامج السياسية والثقافية والاجتماعية، وكانت هناك فكرة لبرنامج أسبوعي يناقش قضايانا الساخنة ثم وجدت أنه موجود في أكثر من برنامج وأكثر من مسمى.. وإن شاء الله في قادم الأيام تسمح لنا الظروف بتقديم برنامج يليق بهذه السنوات من الحب المتزايد لمهنتي.

** هل تخاف أن يبتلعك النسيان من ذاكرة الجمهور يوماً ما؟


- دوام الحال من المحال.. ولم أقدم حتى الآن ما يشفع أن أبقى في ذاكرة الناس بهذه الكثافة، فإن غبت وطواني النسيان أو ابتلعني، كما تفضلت، فما المشكلة؟ فالهدوء في نهاية الحلم الجميل أجمل من الصخب في ميدان قد تكون فقدت أدوات اللعب فيه.

** يتهمكم الجيل الأول في التلفزيون السعودي.. أنكم الجيل الحالي الذي لا يتريث.. ما تعليقك؟

- ليس صراع أجيال بقدر ما هو وجهة نظر.. يجب أن تحترم حتى لو اختلفنا معها.

** دائرة الانتفاع والمصالح الشخصية تتسع وتتمدد في ثنايا المجتمع على حساب المصلحة العامة.. كيف يمكن إيقاف تمددها؟

- هذه الدائرة موجودة منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها وستظل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.. تتسع وتضيق، تكبر وتصغر.. تخبو وتظهر وتأخذ أشكالاً متعددة حسب منظومة القيم التي تحكم الإنسان، وفي غياب النظام الواضح والصريح والمطبق على الجميع.. وفي ظل غياب المكاشفة والشفافية ستظل حاضرة في كل تفاصيل حياتنا مع الأسف الشديد، ومما يزيد الطين بلة أنها تتلون مع كل المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية وكأنها قاعدة وغيرها استثناء.

**ما أسباب احتكار الرجال "مناقشة" أمور المرأة نيابة عنها؟

- يمكن بعضهم يفهم القوامة بطريقته الخاصة.


** هل هناك تقصير من جهة ما نحو رعاية الحالة الاجتماعية والصحية للإعلاميين السعوديين؟


- في الإعلام الرسمي لا توجد رعاية في الأساس حتى نتحدث عن التقصير، أعطنا التأمين الطبي وبدل السكن ثم اسألنا عن التقصير والملاحظات. أما الزملاء في المؤسسات الصحافية والقنوات الخاصة فلا أعلم الأنظمة التي تطبق عليهم.


** ما هو أسوأ خبر قرأته؟

- خبر وفاة الأمير سلطان بن عبدالعزيز، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.

** ما البرنامج الذي تمنيت أنك لم تقدمه، وما البرامج التي تفتخر بتقديمها؟


- لم أندم على أي برنامج قدمته وأعتز بكل ما قدمت.. وإن كان برنامج مع الأحداث له مكانته الخاصة.

** ما الموقف الذي أبكاك؟


- مشهد استقبال الملك عبد الله لجثمان الأمير سلطان في قاعدة الرياض الجوية، حيث تجاسر على نفسه وخرج من المستشفى وجاء برغم مرضه وغالب دمعته ولم يستطع.. كنت معلقاً على لحظة نزول الجثمان من الطائرة.. ولم أتمالك نفسي.. كانت لحظة درس هائل في الوفاء والحب والفقد العظيم.

** في حياتك ما أثمن ما فقدت؟ وما أثمن ما كسبت؟

- أغلى من فقدت في حياتي أمي رحمها الله وغفر لها. أما المكاسب فهي كثيرة ولله الحمد، ومنها شرف دعوتكم لي في "سبق" وشرف لقاء قرائها ومحبيها الكرام.

image
التعليقات 2
التعليقات 2
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    من حب تنومه لاتلومه؟ 20-01-1434 01:41 صباحاً
    حوار شيق كلما اردت الخروج وجدت حلاوة الحوار مما شدني لاكمال الحوار .. رجل اعلامي مبدع يجيد ادارة الاعمال الاعلامية بكل ذكاء ..اعجبتني استقبل وودع... وحزنت كثيرا عندما تخيلت صوته وهو يجيب على ما فقد رحمةالله عليها ورحم اموات المسلمين اجمعين ... اتمنئ له المزيد من التوفيق والسداد
  • #2
    سعيد بن شويل ال حماد 24-01-1434 12:54 صباحاً
    تحية اعجاب واكبار للاخ عبد الله اطال الله عمره والى الامام فانت بحق احد الوجوه الاعلامية المميزة وارجو ان تتدكر انك المنافس الوحيد لى فى الاداعة الصباحية ايام المتوسطة دعواتى لك بالتوفيق
أكثر  

طب وصحة

الغضب المستمر: تأثيراته السلبية على الصحة البدنية والعقلية
/ 07 شعبان 1445

الغضب المستمر: تأثيراته السلبية على الصحة..

الغضب هو عاطفة قوية تتميز بالشعور بالعداء تجاه شخص أو شيء ما. على الرغم من أنه في بعض الأحيان يمكن أن يكون محفزًا للعمل، إلا أن الغضب المستمر أو الشديد يمكن أن يكون ضارًا للصحة. الدكتور ريموند تافرات ..

تعرف على «المسؤول» عن تسريع شيخوخة الأوعية الدموية
/ 07 شعبان 1445

تعرف على «المسؤول» عن تسريع شيخوخة الأوعية..

أظهرت دراسة جديدة من جامعة “كينغز كوليدج” في لندن أن الجزيء المعروف باسم (Sox9) له دور رئيسي في تسريع عملية شيخوخة الأوعية الدموية. الشيخوخة الخلوية هي العملية التي تفقد فيها الخلايا القدرة على الانقس..

الشركات المصنعة تتفاجأ بالطلب الكبير على أدوية التخسيس.
/ 23 رجب 1445

الشركات المصنعة تتفاجأ بالطلب الكبير على أدوية التخسيس.

شركة الأدوية الدنماركية نوفو نورديسك أعربت عن دهشتها من استعداد المستهلكين في أوروبا لتحمل تكاليف الأدوية لفقدان الوزن من أموالهم الخاصة. في عام 2023، حققت Wegovy، شركة فقدان الوزن، وOzempic، شركة عل..