×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

مَن يربي النشئ؟

عامر الشهري
بواسطة : عامر الشهري
في واقعنا الحالي، أصبح الإعلام بكافة أنواعه "المقروء والمسموع والمرئي" سلاح ذو حدين، فتجد المتعة والفائدة من بعض البرامج المطروحة، والتي أرى من وجهة نظري أنها قليلة أو محدودة مقارنة بوجود كم هائل من البرامج التي قلما تخرج بفائدة أو إيجابية واحدة منها على أقل تقدير، أما السلبيات فحدث ولا حرج.
تنشأ القنوات وتفتح الصفحات التي تعتمد على "الإثارة" بالدرجة الأولى ومحاولة جذب أكبر عدد من القراء أو المشاهدين أو المستمعين، إما تارة بعناوين رنانة قد تحمل في كثير من الأحيان مغالطات وقلب للحقائق أو حتى الكذب خصوصا عند التعمق في محتوى الموضوع المطروح، وقد تكون في القنوات المرئية باستقطاب من تسميهم "ناقدين أو محللين أو .. أو .." والذين يغلب على البعض منهم بكل أسف طابع "الهمجيه" في الطرح والتعصب الرياضي المقيت، عدا عن عدم الالتزام حتى بآداب الحديث بحيث يتم الإنصات للطرف الآخر ومن ثم الإدلاء برأيه، لتصل فكرة كل طرف بأسلوب راقي بدلاً من أن يتكلم الاثنان مع بعضهما في نفس الوقت فلا تعلم ماذا يقول كل طرف، وكأنك في "سوق".
والسؤال المهم: ما الفائدة التي سيجنيها المشاهد أو المتابع من هكذا برامج؟ وقد يكون السؤال بصيغة أخرى: ما مدى ضرر مثل هذه البرامج وتأثر النشئ بها في أحاديثهم وأسلوبهم وتعاملهم مع أسرهم أو حتى مع الآخرين؟ وبالذات البرامج الرياضية التي تحظى بمتابعة جُل أفراد المجتمع.
الحقيقة المرة أن الإعلام خصوصا المرئي له دور كبير جداً في الكثير من السلبيات المجتمعية التي نعيشها ونشاهدها، فالكثير من الانحرافات السلوكية والتشجيع على التمرد وعدم احترام كبار السن وأدب الاستماع والإنصات وغيرها الكثير والكثير من الأمور، كلها سموم تبثها شاشات التلفاز يومياً على مرأى ومسمع من الأسر التي أصبحت بكل أسف مشغولة بشؤونها وشجونها وتركت تربية أبنائها للتلفاز.
وما خفي كان أعظم فوسائل التواصل الاجتماعي هي الأخرى تخفي بين جنباتها العديد من السلبيات، وتستغل هذه الوسائل للدعاية أو إيصال الأفكار الهدامة للنشأ والنيل من الشعوب المسلمة وأصبحت منبر من لا منبر له.



بصراحة
مؤلم جدا متابعة تلك المشاهد التي تم تداولها لأشخاص متجمهرون فوضويون قاموا بالاعتداء على رجال الأمن بكورنيش جدة، ووجه أمير المنطقة بسرعة إلقاء القبض على المعتدين، وتم بالفعل ذلك – بحمد الله – ونتطلع إلى إيقاع أشد العقوبات على هؤلاء وإعلان ذلك على الملأ حتى يكونوا عبرة لكل من يتجرأ على أبطال الأمن وحماة الوطن.



خاتمة
يقول الدكتور محمد الثويني الخبير الاجتماعي: تحدث إليّ أحد الأبناء بصراحة وصدق قائلاً: "لا أريد أن ألقي اللوم على أحد ولكني للأسف لم أتلق تربية سليمة منذ صغري، فتربيتي وثقافتي تلقيتها من التلفاز وقنواته الفضائية واليوم يلومني أهلي على تصرفاتي المؤذية لمشاعر الآخرين ولم يسألوا أنفسهم أولاً عن أسباب تصرفاتي السيئة". انتهى (مجلة ولدي العدد 22)




عامر الشهري
Am_Alshry@hotmail.com
بواسطة : عامر الشهري
 0  0  975