×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

ما وراء حادثة " أرامكو"

ابو فراج
بواسطة : ابو فراج

الأحداث الأخيرة التي وقعت بعد الهجوم على منشآت أرامكو النفطية في بقيق وخريص كشفت النقاب عن عدة أمور مهمة وفي غاية الأهمية .
أولاً : أن هذه الهجمات انطلقت من خوزستان حسب معلومات استخباراتية دقيقة سربت وذلك باستخدام صواريخ كروز بدعم طائرات مسيرة ، من داخل إيران قرب الحدود العراقية ، ثم اجتازت الكويت بقصد التضليل باتجاه المواقع المستهدفة .
ثانيا : السلاح المستخدم(صواريخ كروز) والتي لاتملكها الميليشيات ولا تقدر على استخدامها سوى جيوش نظامية ، وهذا يعني أنها أتت من دولة وليس منظمة يسيطر عليها ميليشيات أو جماعة داخل أي من العراق او سوريا .
ثالثاً : الهدف كان استراتيجي يقع داخل الأراضي السعودية ، لكنه في نفس الوقت واحد من أهم شرايين الطاقة والصناعة ، والتجارة ، في العالم كله .. وهذا يعد عمل من أعمال الحرب .. يستهدف المملكة العربية السعودية ويعرض الاقتصاد العالمي كله والأمن الاقليمي والدولي لأضرار جسيمة .. تمتد تداعياتها لتنال من رخاء الأسرة الدولية كلها .
رابعاً : إيران سلكت هذا النهج لعدة اسباب منها :
1ـ تهاون العالم الغربي بما تقوم به من مخالفات وتدخلات دولية وإقليمية طوال سنوات من حكم العمائم الخمينية .
2ـ تلون السياسة الأمريكية في السنوات الأخيرة وعدم جديتها في الوقوف بحزم تجاه كل الأعمال التي تقوم بها إيران خاصة ضد دول الخليج .
3ـ وجود دول ما زالت ترعى قواعد وتواجد إيراني على اراضيها في العراق وسوريا ولبنان واليمن .. مما شجع إيران على أن تجد من يحارب بالوكالة عنها ويتكفل بأمور الإرهاب. ونشر الفوضى والدمار في تلك البلاد.
4ـ عدم وجود وقفة جدية من العالم الإسلامي تجاه المخالفات والتجاوزات الإيرانية طوال السنين الماضية .
5ـ فشل الدول العربية على مستوى الجامعة العربية في ايجاد موقف موحد في وجه الغطرسة الفارسية .. وكذلك تباعد مجلس التعاون الخليجي عن إيجاد وقفة راسخة ضد أي تدخلات إيرانية وغير إيرانية.
6ـ الفساد الذي يضرب مجلس الأمن ويعشعش في كافة مؤسساته مما زاد في تدهور كثير من البلدان ومنها سوريا ، واليمن ,وليبيا .
وهكذا وجدت إيران كثير من الطرق والوسائل لزيادة ا لنزاعات ، وخلط الأوراق وزيادة الإخلال بكل المواثيق الدولية .. وما يجري بينها وبين الولايات المتحدة حالياً . هو عمل استخباراتي محض ، الهدف منه زيادة الهيمنة وفرض الأسلوب وإشغال العالم عن أمور أخرى مهمة .. في ظل وجود رئيس أمريكي يهوى التبادل التجاري وكثير التصريحات الغريبة والغير واضحة على المستوى السياسي ، وموقف أمريكا من أحداث أرامكو كان موقف تشوبه السلبية وعدم الوضوح .. إلا أن السياسة الحكيمة للملك سلمان وولي عهده ألجمت كل التوقعات ، وأخرست من كان يريد من المملكة أن تقوم بعمل انتقامي حربي مباشر ، لأن ذلك ما كانت تسعى إليه إيران والدول (المتلونة) ، لجر المملكة لنزاع يخرج إيران من عزلتها لأن إيران الآن تترنح إقتصاديا ، وتغلي اجتماعيا ، والنظام لايزال مشتت الوجود من طهران ، إلى لبنان ، واليمن ، وسوريا ، إذ أن المصاريف عالية والمصادر يتم تجفيفها وليس لديهم القدرة على مواجهة أمريكية مباشرة ، لذلك يحاولون أن يحولوا الاتجاه والاشتباك مع السعودية لعدة اسباب منها :
1ـ توجيه غضب الشعب المحتقن إلى العدو السني بدلاً من الرغبة في تغيير النظام .
2ـ اشعال الحرائق في المنطقة المجاورة طالما أنهم لايستطيعون بيع نفطهم فليس لديهم ما يخسرونه .
3ـ لو ردت السعودية بهجوم مماثل فإن ذلك يعطيهم الفرصة لضرب حقول النفط السعودي ليكون عدم تصدير البترول علي وعلى أعدائي .
4ـ السعودية لديها الكثير لتفقده لو ردت لهجوم مضاد غير مدروس على إيران ، فمنصات البترول منتجة وطلبات الشراء كثيرة واقتصاد العالم كافة سيتأثر وستظهر مشاكل اخرى حتى وإن كانت محدودة .
5ـ لو قامت حرب بين إيران والسعودية فهذا قد يغري الغرب لإطالة الحرب ليستفيد في بيع الأسلحة وإعادة ما يمكن تدميره بأموال مكلفة للغاية .
6ـ السعودية بسياستها الحكيمة والمتعقلة تحشد العالم ضد إيران وسياسيا ، لان إيران بهجومها على منشآت البترول هو تدمير للاقتصاد العالمي وليس السعودية وحدها .. لذا فالدفاع عن الاقتصاد العالمي وعقاب إيران هو مسئولية العالم كله .. فلو توقف امداد البترول السعودي على العالم فسيتم شلّ حركة الاقتصاد العالمي بشكل كامل ولأرتفع سعر البترول الى مستوى خيالي ، ولجن جنون العالم ولكن دون فعل ذلك حكمة حكامنا وقيادتنا الرشيدة.
ختاما : نقول للأمريكان أن عليهم أن يراجعوا سياستهم المتلونة إذا كانوا فعلاً يحتاجون للحلفاء كما يدعون .. وليعلموا أن التعامل بوجهين في مثل هذه القضايا يزيد التنافر والتباعد ولا يجلب خير لا للمنطقة ولا للدول التي تحافظ على السلام والسلم العالمي ، وكذلك علينا أن نعيد حساباتنا مع كل الدول التي نتعامل معها بما يكفل لنا حفظ حقوقنا ومكانتنا وأن لانتيح لكائن من كان محاولة الابتزاز ، فلدينا وسائل عدة لتجنب مثل هذه الطرق والأساليب .. فالمملكة لديها من القوات ما يمكنها من ردع اي معتدي برا، وبحرا ، أو جوا ، ولديها من الأسلحة ما يفوق اسلحة الفوتوشوب الإيرانية ، وقادرة على الوصول إلى العمق الإيراني ولكن حكمت القيادة السعودية أكبر من كثير ، كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ليس الشديد بالصُّرَعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب متفق عليه)، والأحداث الأخيرة هي مسئولية العالم كله وليست السعودية فقط ، وعلى هيئة الأمم أن تتعامل مع (القطو) الإيراني بكل حزم حتى لايعاود أساليب الخربشة فهو حاليا مخنوق، وهو لايعلم كيف يتصرف ... حمى الله المملكة وشعبها وقادتها من كل سوء ورد كيد الكائدين في نحورهم ،

عقيد (م )/ محمد بن فراج الشهري
alfrrajmf@hotmail.com
بواسطة : ابو فراج
 0  0  646