×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

بأي حال عدت يا عيد

تمر الأيام وتتكرر المناسبات.

وفي هذه الأيام تغمرنا إحدى المناسبات السعيدة، بما تحمله بين جنباتها من الخيرات والفرص المتنوعة لمعايشة صنوفاً مختلفة من ساعات الفرح .

فيا ترى، هل نغلب جانب الأفراح، ونتغافل عن الجانب الآخر على أقل تقدير في هذه الأيام، ويكون انطلاقنا موجهاً لكل ما من شأنه تذكيرنا بكل جميل ومبهج، والاستفادة من هذه السويعات لإبهاج أنفسنا وعلاج آلامنا، أم أن ذلك الجانب المؤلم لن يسمح لنا، ويجعلنا في منطقة محايدة.

أن المنطق يقول لنا أنه لا بد من أن نتجاوز هذه الآلام، ونمارس طقوس العيد الجميلة، بما تشمله من تجديد للمحبة والتسامح والألفة، متدثرين بقول: لبيك اللهم لبيك، منسجمين مع حلاوة الطقس وعظم المناسبة، فننشر مظاهر الفرح ونتلبسها لنشعر أنفسنا ومن حولنا بعظم المناسبة، وأن الحياة مجرد لحظات متنوعة متقلبة، فلنستفيد إذا من هذه اللحظات الجميلة والسعيدة والمباركة، ولنعلم أن ساعات الفرح لن تدوم كثيراً ولنبق الأمل في حياتنا حتى نهنأ بأوقاتنا، فلا بد أن يأتي وقت آخر يجبرنا على المرور بلحظات أخرى مختلفة.

هناك أمور لا يمكننا تغييرها بين ليلة وضحاها، وتحتاج لوقت للتغيير أو الاختفاء، فلنتركها بعيداً عنا ولنعش هذه الأوقات الجميلة التي لا تذكرنا إلا بكل جميل ومحبب إلى النفس من الالتقاء بالأحبة وانتشار مشاعر الفرح والسرور في الأوطان، وانتعاش النفوس بهذه الطاقة الوجدانية الرائعة، التي يقل حضورها في حياتنا، وقد لا تمر على أحدنا إلا في أوقات متباعدة من العام.

في هذه الأيام لن ينفعنا التحسر على الماضي ولا القلق من المستقبل، فلنعش وقتنا الحاضر، ساعتنا الحاضرة، لحظتنا الحاضرة، فإنها ستكون غداً ماضي سعيداً نتذكره بكل حب وابتهاج.

وليكن ردنا على بيت المتنبي ... بأي حال عدت يا عيد، بأنها عودة حميدة سعيدة مليئة بالفرح والتفاؤل.


أبو عبدالله
m1shaher@gmail.com
 0  0  600