×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

على مشارف نهاية الخمسين


- جلست في هذه الساعه وفي سكون هذا الليل البارد على شرفة منزلي القديم تتوارد علي الافكار والذكريات فيما مضى وماهو آت تسكنني أحلام الصبا وأطل على ماضي وحاضري غارق في التأمل ثم صحوت من خيالاتي القهريه الا هاجس أنقضاء خمسون عاما من عمري كلمح البصر لم يفارق خيالي أتسآل اين ذهب العمر وكيف ولى مسرعا دون ادراك وتحسّب لرحيله ليبدو لي جلياً انه بعد اكتمال العقد الخامس من العمر قد اوقَفَت الحياة هِبات الأمل لتتقهقر الأمنيات وينكفيء الطموح ويعود من كان مثلي بخفي حنين بعد الخمسين خالِ الوفاض من تلك العقود المفعمة بالآمال المعطله لتنهار في لحظة الاصطدام بحقيقةٍ لامناص منها تباعدتُ قدومها فأتت على عجل فقعدت مشدوه لبرهة وانا أضع كلتا يداي على رأسي أتلو قوله تعالى ((وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور))
هي تلك الخمسين سنة التي رسمت فيها من الآمال بعدد الانجم التي كنت أناجيها وتملأ السماء في كل ليلة علّى أهتدي بها لأسترشد بمواقعها إتجاهات حياتي فما تحقق منها الا انقضاء سنين عمري ودنو ما كنت أخشى قدومه فأتى ليكون حقيقة ماثلة اتجرعها واصبر على مرارتها صبر المظطر على قدر لا مناص منه ولأضع على كل نهاية عقد منها اكاليل أزهار ذبلت ذبول شعيرات جسدي وتبعثر روحي ما بين البداية والنهايه نعم يا ساده لم يبقى لي أب او أم او اخ وأخت او ولد او صديق أو مال أو جاه ومنصب فقد فقدت البعض منهم ومنهم من ينتظر وفي الأثناء فقدت شبابي وصحتي وهي الاكثر ملازمة و التصاقا بي ولكنني فقدتها فكيف لغيرها ان يبقى وتلك سنن الله في الكون صاحب من شيئت فانت لاشك مفارقه وإمتلك ماشئت فهو زائل وكن من شيئت فسيتبدل بك الحال او سيأتي الموت ليسلبه منك ويسلبك منه إذاُ لا بقاء لشيء وإن طال أمده ،،فماذا اخذت منها وماذا بقي وأين أنا في هذه اللحظه واين كل ذلك لقد اصبحت كمن تتقاذف الأمواج سفينتة في ظلمات بحر لجي حتى تدنيه من الشاطئ فيظن انه نجى ثم يرتد به الموج ليهوي به في متاهات سحيقة ليظن انه قد هلك ثم يستقر به الحال عندما يسكن البحر فيختلط سكون بحرٍ وظلام ليلٍ وانعدام دليلٍ فكيف النجاة في ظلمات ٍ ثلاث فأنى له ان ينجو وقد فقد مجاديف النجاه وتقطعت به السبل والأسباب الا عظيمُ أملهِ في رحمة الاله وحسن ظن به عندما خذله كل شيء.

محمد أحمد الشهري
aryaam22@hotmail.com
 0  0  1091