×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

أنا والأدب وحسن



سألني ذات مره أخي وصديقي الشاعر حسن محمد الزهراني عن سرّ تعلقي بكتب الادب وبالادب عامةً عندما كانت اصابعي تداعب الصفحات، وعيوني تغازل الكلمات، وادراكي تائه بين سطور الكتاب ومعانيه، بغية ان اجد شيء يشفي ويحاكي ما اتوق اليه في عالم الأدب وبحوره وعندما ابحرت سفينة افكاري في بحر الذكريات التي تتصارع في ذاكرتي آناء الليل وأطراف النهار تصارع احداث قديمه وأخرى ليست بالبعيدة، مستذكرة ، احداث كانت اشبه بالخيال وأخرى من المنطق بمكان ، فقلت له ان الكتابة والقراءه هي للنسيان وليس للذكرى فهي تنتشلني من عالم الوعي الى عالم اللوعي ومن فرط الانتباه لمجريات الحياة الى السكينه فتسكن النفس ويصبح توارد الافكار في هجوع او في حالة خدر لبعض الوقت ، كما انني ياصديقي العزيز اكتب لسبب واحد هو انني لم استطع إلا أن اكتب , فالكتابة بث شكوى أو نفث مصدور وهي عبارة عن مجموعة آلام لارواح قلقة ولصدور مرهقة لضحايا الزمن وعنف الايام، فهي كلمات تتلو بعضها بعضا فتصطف بين سطور مقالاتي وقرآتي ، معبرة عن وجع بداخلي، من أيدٍ ملطخة بدماء الحقيقة، وهي جراح تقطر ألماً، ولسان ذكرياتٍ تتوسل احدها بالاخرى، وتلك الذكريات تلوذ بالصمت تارة وبالبوح تارة أخرى في تعاقب طال مسيرة العمر كاملة تتأرجح على القذى في العين والشجى في الحلق، و هيجان الاحزان، وسعير الذكريات، جعلتني اهيم واكتب بغضب وانفعال، وقد صارت كلماتي مؤلمة ومستعرة، وكأنها تحرقني في نار "ابراهيم" وفي تلك المسيره حين كانت مقابر الافراح تعج بشهداء الآلام والحرمان ، نهض الامل المنهك المتداعي للموت ليطرح أمل أخر من ذات فصيلته يمني النفس بعهد جديد ثم يموت فينثر الملح على جراحي ويشعل اتراحي بسلب الهدوء المنشود فأستعرت في النفس ألسنة نيران الالم، والقاني على قارعة المشقات والنائبات فقعدت هناك اقلب صفحات حياتي على أوراق كتبي وحكايات ألمي..

محمد احمد الشهري
aryaam22@hotmail.com
 0  0  1131