×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

علاقاتنا الاجتماعية وامراض القلب

من اشهر الدراسات التي تبحث في اسباب امراض القلب دراسة فرامنغهام وهي واحدة من أهم وأقدم الدراسات الطبية على مر التاريخ الحديث. وبداءت في نهاية الاربعينيات من القرن الميلادي الماضي بعد وفاة الرئيس الامريكي روزفلت بامراض الشرايين وتم دعمها اكثر بعد وفاة الرئيس الامريكي أيزنهاور بامراض القلب وهي الدراسة التي عرف الناس من نتائجها أن ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكولسترول ومرض السكري والتدخين عوامل خطورة للإصابة بأمراض القلب والدراسة مستمرة الى اليوم ، ولكن الأطباء لاحظوا ان سكان مدينة روستو الامريكية ذات السكان من أصول إيطالية تنخفض عندهم أسباب الوفاة بأمراض القلب بشكل كبير مقارنة بغيرها من المدن الامريكية رغم ان نظامهم الغذائي ونشاطهم البدني لا يختلف عن باقي المدن الامريكية كما ان اصولهم الإيطالية ليست السبب لان الايطاليين في المدن الأخرى يعانون من امراض القلب أيضا ، ولكن السر ظهر من خلال مراقبة حياة اهل روستو حيث ظهر انهم يزورون بعض بشكل متكرر، يتوقفون في الشوارع للحديث مع بعضهم بلغتهم الام ، يطبخون الاكل لأنفسهم ولجيرانهم، بل قد تجد ثلاثة الى أربعة أجيال من الاسرة الواحدة يعيشون في نفس المنزل تحت سقف واحد ، لم يكن احد يعيش وحيدا ولم تكن الدولة محتاجه لأرسال معونات لان اهل روستو يساعد بعضهم البعض على الاعمال والنجاح.
مع بداية منتصف الستينيات، بدأت التقاليد تنهار في روستو بدأ الابناء بالابتعاد والالتحاق بالجامعة، والزواج خارج المجتمع، وإحضار وجبات الطعام في أكياس الورق، وأدى إدخال نمط حياة غربي مع ساعات طويلة من العمل والعزلة الاجتماعية وزيادة الإجهاد واتباع نظام غذائي معالج إلى قفزة سريعة في النوبات القلبية والوفيات الناجمة عن تصلب الشرايين. ومنذ ذلك الحين انضمت روستو إلى بوتقة أمريكا، وهي تعاني الآن من جميع أمراضها المزمنة واختفت ظاهرة روستو الصحية.
وإذا كانت دراسة فرامنغهام ساعدت على تناقص معدلات الوفاة نتيجة أمراض القلب بمقدار 60% بأذن الله وذلك بترك التدخين والتحكم في امراض السكري والضغط والكوليسترول، الا إننا يجب ان نتذكر روستو وأن اتساع وجودة علاقاتنا الاجتماعية قد تكون مسارًا مهما لتعزيز صحتنا.
 0  0  649