×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

المواجهة بين الفساد والتحول

اندماج المواطن مع التحول الوطني 2020 لتحقيق رؤية 2030 ليس بذرة تزرع في تربة غنية بالأملاح والمعادن، ثم تسقى بمياه الشركة الوطنية لتحلية مياه البحر، وعندما تنمو ويستوي عودها، تنقل إلى ساحات مشمسة لتكمل عملية بنائها الضوئي لتحصل على كفايتها من الغذاء اللازم كل نهار. وحين تكبر وتزهر، تقوم إدارات الحدائق العامة التابعة للبلديات بتشذيبها وزراعتها في إحدى الحدائق العامة لتبدأ حياتها العملية، فتمارس دورها البيئي ضمن نسق الغطاء النباتي الذي زرعت من أجله.

التحول ومحاربة الفساد والمحتوى التعليمي الرقمي ومدينة نيوم هي ثمار تجنى نتيجة دمج المواطن بين وعيه وواقعه، بين حلمه وقدرته. بين حاضره ومستقبله. فالمواطن ليس كتلة جامدة، ولا ماهية ثابتة، ولا عقلية متحجرة. فعدم اندماجه بين طرفيه يعمق الانفصام بينهما، بين وعيه والواقع. بين حلمه وقدرته. بين حاضره ومستقبله. ويفقده التحكم بنفسه وأدواته ومحيطه الذي يعيش فيه. وجميع الحلول الناتجة عن محاولاته للدمج بين طرفي تحوله تعد مقياس نجاحه أو فشله.

من المعقول جدًا ومن الطبيعي في مثل هذه الظروف أن يبرز المواطن المتخلف التقليدي بعد الهزة التحولية، حيث أنه مزيج من نظرتين. يجمع في الوقت نفسه نظرة الاستهتار بالتحول التقدمي، وشروط تحوله من الانغلاق إلى الانفتاح ومن الخصوصية إلى العالمية. ونظرة رجعية تجعله يفسر التحول على أنه تحول اقتصادي وتقني يلغي كل ما له علاقة بالماضي من قوانين وقيم. فتكون عنده روح الثقافة والتراث أهم من منتوجها. لذلك فالتحول بالنسبة له صدمة قوية وشعور مفاجئ وسريع وحاد دون انذار أو تمهيد، فهو تحول غير متوقع يصيبه بالذهول وعدم القدرة على الاستيعاب.

أما الموقف الاستثنائي من التحول الوطني هو موقف المواطن الفاسد الخائف، ذلك الموقف الذي يحتمل الايجابية والسلبية، فالخوف من التحول الوطني يشبه كثيراً الموقف الايجابي للضفدع عندما يوضع في كوب ماء ساخن، والامان في التحول الوطني يشبه كثيرًا الموقف السلبي للضفدع عندما يوضع في كوب ماء معتدل او بارد. فإذا أخرج الضفدع الخائف الايجابي من المستنقع، ووضع في ماء يغلي. تجده قد استوعب الهلاك سريعاً وقفز خارجه بكل قوة لينجو بحياته. بينما إذا أخرج الضفدع الامن السلبي من المستنقع، ووضع في كوب ماء بارد لكن سخونته تزيد تدريجياً وببطء شديد جداً جدًا لا يشعر معه بالخطر. تجده لم يستوعب الهلاك، ولن يقفز منه، وسيلقى حتفه مغلي.

بقلم/ عبدالله الخشرمي
 0  0  707