×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

لماذا نقرأ ؟!

سلطان عوض
بواسطة : سلطان عوض
كتبت مقالاً سابقاً عن حالنا مع القراءة و لم أتطرق في حديثي إلى فوائد القراءة و أهميتها فلا بد ان نعلم أن القراءة هي اللبنة الأولى لبناء عقل سليم و وعي عميق التفكير واضح الاهداف فإن أردت أن تعرف عمق عقلية الشخص اللذي تحاوره و مدى توسع إدراكه للحياة و للعلم لا عليك إلا أن تسأله ( ماللذي تقرأ عنه ؟ ) إن حديث الشخص لك عن الكتب اللتي يقرأها و عن كمية الصفحات اللتي يقرأها بنهم و شغف كل يوم إن هو إلا مؤشر لقياس فكره و مدى توسع معلوماته كل ذلك يعتمد على نوع الكتب اللتي يقرأها ، و حيث أن التاريخ يصنعه العظماء فقد كان لا بد من معرفة ما اشتهرو به فلا يوجد عظيم في التاريخ يجله الناس و يحترمون ذكره جاهل لم يحصل العلم بإحدى طرقه . إن عمق التفكير لدى الإنسان لا يحدده فقط ما يقرأه بل أيضاً نوعية الكتب و الكتّاب اللتي يحددها لنفسه تلعب دوراً مهماً و ليس هي فقط بل إن طريقة تلقيه للمعلومة و طريقة فهمه لها هي اللتي تحدد عمق تفكيره و تحدد قوة و جلادة رأيه و تكون بعضاً من شخصيته حيث إن الكتاب الواحد يقرأه العديد من الأشخاص و لكن لا ينشأ لديهم نفس الأفكار المستنبطة و وسع الإدراك لما يهدف اليه الكاتب. فلو قرأت كتاباً فلسفياً كغيرك فقد ترى في نفسك أفضل من غيرك في استنباط الأفكار و إدراكها و كذلك قد يرى غيرك أنه أفضل منك بل و أعظم في إستنباطه و إدراكه لأفكار الكتاب ، و لو حدث أن إجتمع إثنان قرءا نفس الكتاب و تحاورا فيما بينها أفكارهما المستنبطة من الكتاب أثناء إحتساء الشاي لخرجا بنتيجة عظيمة تنفع كلاهما و توسع مدى إدراكها لأفكار الكتاب المطروحة . إن أكثر ما يؤثر على إدراكنا و أفكارنا و مفاهيمنا ليست كثرة القراءة فقط بل مدى توسع إدراكك و فهمك عزيزي القاريء للمحتوى ، قد يحصل أن ترى البعض كثير القراءة للكتب النافعة و لكنه قليل الإدراك لأفكارها مما يوضح لنا أنه يوجد الكثير من الأشخاص ممن يقرؤون الكتاب و لا يفقهون مضامينه ، إن السبب الرئيسي يكمن في سؤالٍ واحد ( لماذا تقرأ هذا الكتاب ؟! ) فتجد أنه يجيب بأنه يقرأ هذا الكتاب ليس بهدف المنفعة و تغذية الروح بل هدفه أن يظهر لمن يريد أن ينال إعجابهم بمظهر القاريء النهم في حين أن واقعه مخالف لذلك و قد يؤدي به إلى منحنى خطير تحت مسمى إنفصام الشخصية و يتناسى هذا القاريء المغفل أن المستقبل للمفكرين و الأحرار و ليس للحمقى و المغفلين .
بواسطة : سلطان عوض
 0  0  943