×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

دعوة ونداء إلى أبناء تنومة الأوفياء

علي الشباك
بواسطة : علي الشباك
دعوة ونداء إلى أبناء تنومة الأوفياء

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله والرحمة المهداة النبي العظيم الذي بأمر الله وقدرته وحدّ القلوب والأفئدة لعبادة إلهٍ واحد , ووحد فلول عشائر متناحرة متباغضة تحمل شعارات التمييز العنصري بكل أشكاله البغيضة ؛ فكانت النتائج باهرة توازي حجم ومكانة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
كيف لا وهو يسير على منهج ربه القائل ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )
( الحجرات :13 ) .
وكيف لا وهو المبادر بقوله عليه السلام : " سلمان منا آل البيت " .
والقائل صلى الله عليه وسلم في موضع آخر لأبي ذرٍ رضي الله عنه عندما عير بلالاً بأمه : " أعيرت بلالاً بأمه ؟ إنك امرؤ فيك جاهلية "
ثم إنه لم يكتف بهذا فقد وجَّه - بأبي هو وأمي - توجيهًا صارمًا لأمته ، وللدنيا كلها فقال عن العصبية القبلية الجاهلية المقيتة :
" دعوها فإنها منتنة ".
من هنا أبدأ فكرة مقالي الذي أكتبه لكل ( تنوميٍ ) يُحب تنومة وينتمي إليها ، قائلاً له : ما هي تنومة ؟
وما ذا تعني لنا جميعًا ؟
ولماذا يزعم كل فردٍ منا أنه يُحبها ؟
هل كل ذلك لأنها مجرد موطنٍ لنا ، وموطن لمن كان قبلنا من الآباء والأجداد فحسب ؟
وهنا تأتي الإجابة الشافية الوافية التي تقول في صراحةٍ ووضوحٍ :
كلا ، فليست تنومة مجرد وطنٍ جغرافي فحسب,ولكنها كما أعرفها ويعرفها الكثير من أبنائها وغير أبنائها ، تاريخٌ مجيدٌ ، وتراثٌ ضاربٌ في عمق التاريخ ، وموقعٌ جغرافيٌ بديعٌ ، ونسماتٌ عليلةٌ ، وقصيدةٌ تتردد على ألسنة الشعراء والمنشدين . ولئلا يجنح بي هيام حُبك يا تنومة ، فاسمحي لي أن أقف عند هذا الحد ، وأن أقول لكِ في إكبار وإجلال :
" إنك العشق القديم ، والحاضر المتلهف ، والمستقبل الواعد " .
وحتى أكون منصفًا فإنني أجزم أن تنومة مرّت بمراحل ثلاثٍ وسوف أعرض لها فيما يلي :
المرحلة الأولى: وكانت فترة حروب وسلب ونهب ، وقد دام ذلك ردحًا من الزمن إلى أن قيض الله لهذه البلاد ملكًا وحدَّ عقيدتها وجمع شتاتها , فرحمة الله على الملك عبد العزيز ، وبارك في ذريته , وهنا أقول إنه يكفينا من تلك المرحلة التأسيسية أن أرسى الله لنا فيه دعائم الأمن والاستقرار ، فلله الحمد والمنة .
المرحلة الثانية : وهي مرحلة لم يسُد فيها الوعي والعلم بالشكل الذي نراه في الآونة الأخيرة , وهذه الفترة كانت للأسف الشديد تحمل من فكر الماضي الشيء الكثير, وهو فكرٌ سلبيٌ في معظمه وكان بمثابة حجر عثرة في طريق تطورتنومه ورقيها ، وكيف لا يكون كذلك وهو فكرٌ يرفع شعار " سلمان وبن يثله " ذلك الشعار الذي نشأت تحت ظلاله خلافات قبلية ونزعات عصبية فرقت أكثر مما جمعت.
المرحلة الثالثة : مرحلة العلم والنور والأمل لتنومة وأهلها لأنها المحصلة الحقيقية وثمرة الوعي المكتسب بالعلم والمعرفة وتطبيق شرع الله تعالى ، والالتزام بقوانين هذه البلاد المستمدة من كتاب الله العظيم وسنة رسوله الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، التي تدعو لنبذ الفرقة ، ورفض كل دعوى للجاهلية ، والتخلص من كل مظاهر التعصب القبلي .
وانطلاقًا مما سبق ؛ فإن ما نراه اليوم من حركةٍ ثقافيةٍ ، وفكريةٍ ، وتوعوية يقوم بها بعض أبناء تنومة المخلصين ، إنما هي تصديقٌ للمثل التنومي القائل : ( ما يبني الديرة إلا حصاها ) ، حيث أخذ مثقفوا تنومة على عواتقهم مهمة الرقي بها إلى مدارج العز والرفعة كبلدة تتوثب مع كل إشراقة شمس إلى إستشراف آفاق المستقبل على أيدي أبنائها قاطبة , معرضين عن تلك الأبواق الناعقة ، والتهم المزيفة ، والدعاوى الباطلة ، والأفكار البالية التي كانت ذات يوم سببًا في تأخر تنومة ، وتعثرت بسببها حركة التنمية ، وبالتالي عدم توافر الكثير من الخدمات التي نحتاجها منذ سنواتٍ خلت .
فيا أبناء تنومة ، هذه دعوة صادقة ومخلصة أوجهها لكم بادئاً فيها بنفسي أن نلم الشمل ونوحد الصف والكلمة والعمل الجاد لتحديد الأهداف والغايات النبيلة والاجتهاد في تحقيقها دون النظر إلى كيد أعداء النجاح أوأقوال المُثبطين أو دعاوى الحاقدين ؛ فلن يخدم الوطن إلا الصادقين والمُخلصين من رجالها ، والله الهادي إلى سواء السبيل .

بقلم المهندس / علي بن عوض الشباك
تنومة في 17/ رمضان/ 1430هـ .

بواسطة : علي الشباك
 0  0  3754

أحدث الملفات

كتاب الطيور في السعودية: الجزء الأول: حياة الطيور و الجزء الثاني: أنواع الطيور

اصدار كتاب #الطيور_في_السعودية وهو فريد من نوعه - قامت بإصداره وطباعته شركة @aramco الكتاب من جزئين: الجزء الأول: حياة الطيور الجزء الثاني: أنواع الطيور:

0 | 1193 | 213

كتيب " الأذكار المضاعفة " اهده لمن تحب

كتيب الاذكار المضاعفه

0 | 2653 | 489