×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

لماذا أختفت المكتبة المدرسية من مدارسنا ؟!

ابو فراج
بواسطة : ابو فراج

المكتبة المدرسية تعد من أهم ظواهر التقدم التي تتميز بها المدارس المعاصرة رغم مزاحمة وسائل التكنولوجيا الحديثة بكافة أشكالها ومميزاتها.. إلا أن المكتبة المدرسية تعد ضرورة ومحور أساسي للمنهج المدرسي, ومركزا للمواد التعليمية والتثقيفية, والإنتقال بالمناهج الدراسية من حدود الكتاب المدرسي المقرر إلى الآفاق الواسعة لمصادر المعلومات المختلفة, كما أنها تشكل رافدا حيويا في مرافق المدرسة, لأنها وجدت لتؤدي خدمات وأنشطة متنوعة, ولتحقيق أهداف تربوية, وتعليمية, وثقافية, واجتماعية, وذلك عن طريق تلاحمها وتكاملها مع البرامج المدرسية, وتعتبر رسالة موجهة للمجتمع بكامل فئاته, لأنها مركز إشعاع حضاري وثقافي إذا وُضفت واُستغلت بشكل فعال, وهي أول ما يقابل الطالب في حياته من أنواع المكتبات, ولذلك يقع عليها عبء جذب قاريء تتأصل فيه عادة القراءة المستمرة طيلة حياته.. إلا أن الملاحظ هو عدم وجود مكتبات مدرسية في أغلب مدارسنا, وهذا مؤشر غير جيد ولا شك في ذلك.. بل هذا دليل على أن الجهات المنوط بها التعليم تساهلت في هذا الأمر أو لم يعطى الأهمية المطلوبة لذلك نرى أن أغلب المدارس لا يتوفر لها ( مكتبة مدرسية ) لذلك يعاني الطلاب من فراغ فكري, إضافة إلى ضحالة بعض الأساليب التدريسية مما يخرج لنا طلاب لا يجيدون (مهارة ) القراءة ولا يعلمون شيء عن الكتب والإطلاع والثقافة المصاحبة للدراسة في أوقات محددة.. وقد كان فيما مضى من تعليمنا القديم تشديد في موضوع النصوص والنواحي الأدبية, وكذلك الإهتمام بالخط والرسم والإملاء.. أصبحت الآن في عالم النسيان, وهناك طلبة في المتوسطة والثانوية لا تستطيع أن تقرأ له رسالة لا من ناحية التعبير ولا الإملاء, وهذه ظاهرة متفشية في كافة مدارسنا والطالب لا يعلم عن الثقافة أو الكتب المعرفية التي تنمي الفكر أي شيء, والسبب ضعف الآداء والتوجيه المدرسي, وكذلك المنزلي وعدم وجود مكتبة مدرسية تثري فكر الطالب وتشغل وقته وتعوده على القراءة, والإطلاع وهي أجمل ما في حياة الإنسان وكل ذلك يقع على كاهل المدرسة بشكل كبير في إبراز الدور الريادي لها في توظيف المكتبة, وإثبات دورها بأنها قلب المدرسة النابض, والرئة التي تتنفس منها لاكتساب المعرفة الإنسانية من كل جوانبها, وكذلك استثمار مجالس أولياء الأمور للتحدث عن الكتب وأهميتها, والتبرع للمكتبة, ومتابعة أولادهم في القراءة الحرة, ومعاملة الطلاب ضمن المكتبة بالأساليب التربوية الحديثة, وعدم تنفيرهم من ارتيادها, وإتاحة فرصة اختيار الطلاب للكتب التي يريدون قراءتها... وإفهام الطلاب كيفية التعامل الأمثل مع المكتبة ومحتوياتها بأسلوب التشويق والإبداع وعلى وزارة التربية والتعليم أن تتنبه للنقص الحاصل في موضوع المكتبات المدرسية والبحث عن المعوقات التي تحول دون توفرها في المدارس بالشكل المأمول, وعلى المدارس أن توفر الكتب والمواد الأخرى بما يتماشى مع مطالب المنهج الدراسي واحتياجات التلاميذ على اختلاف ميولهم, وقدراتهم , كذلك تنمية المهارات اللازمة لاستخدام الكتب والمكتبات, ومصادر المعلومات لدى الطلاب وتشجيع مهارة البحث الفردي, ولا شك أن المكتبات المدرسية قادرة على تحقيق هذه الأهداف وترجمتها إلى واقع عملي, إذا كان أمناء المكتبات على قدر كافي من تحمل المسؤولية وعلى وعي تام بهذه الأهداف وإيمان كامل بوظيفة المكتبة المدرسية. فهل يتحقق هذا الحلم ونرى المكتبات المدرسية في كافة مدارسنا بالشكل اللائق الحضاري الذي يخدم الجيل الحالي وجيل المستقبل؟ نأمل أن يعطى هذا الأمر أحقيته من الأهمية ونرى تحقيقه واقعا ملموسا دون عوائق, وخلاصة القول أن المكتبة المدرسية ضرورة حتمية لجيل يرجى منه خير في المستقبل والله من وراء القصد.
بواسطة : ابو فراج
 0  0  1288