×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

الأم ... نبض الحياة!

أرسل لي أحد الأقارب مشهداً مؤثراً لسلوك الأمومة لدى الحيوانات! وكيف تحنو على صغارها وتدفع عنهم الأذى؟! فخطرت في ذهني خواطر عن الأم لدى الجنس البشري، وبدأت أتساءل :
من يستطيع نكران فضائل ـ الأمهات ـ علينا على الدوام؟!
وهل يعتقد منا أحد يرى من نفسه ـ البر بأمه ـ أنه قد أوفاها ما تستحق؟!
وماذا عساه أن يفعل مهما بلغ به الجهد أن يرد لها بعض الجميل؟!
وأي قلب يمكن أن يقسو على ـ أمه ـ التي كانت له وعاءً ومحضناً؟!
تساؤلات عديدة، يمكن أن تملأ مجلداً، لكنها الأم التي من أجلك أنت سهرت لتنام، وجاعت لتشبع، وعطشت لترتوي، فكم لها من فضائل لا يحصيها إلا الله!
فسبحان من أودع في قلبها تلك الشفقة، ومنحها تلك العاطفة الجياشة، والأمومة الصادقة البعيدة عن التكلف والرياء!
لن تجد قلباً حانياً كقلبها!
ولن تجد أذناً صاغية لكلامك سواها!
ولن تبكيك عين عندما تتألم لمكروه أو كنت بعيد منها سوى عينيها!
ولن يسأل أحد عنك إذا غبت مثلها!
فمن مثل الأم، هي ريحانة الدنيا وزهرتها، فبدونها تظلم الحياة، وبفقدها يخيم السكون على الأبناء وتعلو وجوههم الكآبة، فلم يعد لهم ـ أم ـ ينادونها صباح مساء ويسمعون حسها وحسيسها، فقد غابت عنهم الفرحة، إذ لا أحد يمكن أن يفرح لفرحهم كفرحة الأم!
فهي من تضفي السعادة على أسرتها!
وتصحو مبكرا لتوقظ صغارها لكي يستعدوا للذهاب لمدارسهم!
وهي من تفرح بمجيئهم إذا عادوا وقد أعدت لهم طعامهم!
وهي من تعرف أسرار بيتها وخباياه!
إن سألت عن شئ فقدته وجدت عندها مبتغاك!
لا يهدأ لها بال ولا يغمض لها جفن حتى تراك قد نمت!
وهي من يلحفك بالغطاء إذا انكشفت!
ويدعو لك بالشفاء إن مرضت!
وتبذل لك الغالي والنفيس لترى منك السعادة والسرور!
فهنيئاً لمن أدرك أمه على قيد الحياة وعاش معها أجمل اللحظات!
ويا شقاء من فقدها ولم يبادر ببرها أو يظفر منها بدعوة صالحة ينال بركتها في الدنيا والآخرة!
 0  0  553