×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

ماذا نريد من ترمب؟

اليوم تتجه أنظار العالم إلى الرياض. وذلك لمتابعة أول زيارة يقوم بها الرئيس الامريكي دونالد ترمب إلى خارج الولايات المتحدة الامريكية بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية والتي عقد خلالها قمة مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ثم قمة مشتركة مع قادة أكثر من 50 دولة عربية وإسلامية.
وأمام هذا الحدث يتوقف التاريخ عند الكثير من المحاور للحديث عن قصة علاقات بلد يمثل أكبر قوة اقتصادية في صناعة وانتاج النفط من جهة.. واخر يتصدر العالم كقوة عظمى في الصناعة العسكرية والصناعات التحويلية الكبرى وحجم صادراتها اضافة إلى تأثيرها على الساحة السياسية. وبالتالي فان المشهد اليوم يؤكد حجم دولتين تمثلان اهمية بالغة في صناعة القرار لمواجهة الكثير من التحديات. والتي يمثل الإرهاب الجزء الأكبر منها. والدور الإيراني في دعم الجماعات المتطرفة ومحاولة النفوذ إلى دول الجوار بخطاب مذهبي لزعزعة أمنها واستقرارها. ولعل الزيارة وحجم الاهتمام الامريكي والسعودي بتوقيتها واختيار تنظيم برامجها ومحاورها. يحمل الكثير من الأبعاد والأهداف لتجسيد ذلك التاريخ الطويل من علاقات الرياض وواشنطن التي لكل منهما دور هام في أمن واستقرار منطقة تشهد الكثير من المخاطر والتحديات في عالم مضطرب. ولا شك ان التنمية التي شهدتها المملكة في زمن قصير قد جاءت من خلال استقطاب الشركات الامريكية المتخصصة في كثير من المجالات. وفي مقدمتها صناعة النفط ومشتقاته. وما صاحب استغلاله في بناء صروح كبيرة من شواهد المشاريع الكبرى في مختلف مناطق المملكة.
وقد كانت وما زالت ايضا هناك شراكة حقيقية في الجوانب العلمية والتقنية وفق معطيات التحولات والمتغيرات في موارد الانتاج وتطوير أدواته. وهو ايضاً ما أدى إلى فتح الباب أمام الكثير من المواطنين الأمريكيين للعمل في المملكة على مدى الكثير من السنوات يعيشون في أمن واستقرار وسط مجتمع يؤمن بالتعايش السلمي واهمية الحفاظ على حقوق الإنسان.
وهو الأمر الذي يعترف به الشعب الأمريكي سواء من خلال وجود رعاياه في المملكة أو من خلال عدد كبير من البعثات الطلابية في مختلف الولايات الأمريكية.
ونحن أمام هذه المناسبة التاريخية لابد من الإشارة إلى أن القيادة الامريكية بحاجة إلى الوقوف على محطات كتبت تفاصيل مسيرة العلاقات بين البلدين الصديقين والتي أسس لها الملك عبدالعزيز والرئيس روسفلت في انطلاقة دشنت في اطار من الاحترام المتبادل والتعاون المشترك.
ومن ثم فإن ما يجعل الأكثر اهمية في هذه الزيارة هو التعرف عن قرب على بلد سجل أكبر قفزة في تاريخ الشعوب لنهضة لم يكن النفط مرتكزها الأول. ولكن من خلال حسن الادارة لقيادة متعاقبة على إرث من تجربة وحدوية فريدة في مقوماتها ومبادئها. ومصداقية التعامل مع العالم محفوفة بالعمل على امن واستقرا ر الشعوب، وما تجمع هذا العدد الكبير من قادة العرب والمسلمين للقاء الرياض إلاَّ تأكيد على الدور السعودي المؤثر في صناعة القرار. وثقة هذه الأمة في مكانة ومكان المملكة العربية السعودية. ومن خلال مسؤوليات المملكة وحرصها على تكريس مبادئ العدل والسلام فإننا بحاجة إلى طرح اهمية معالجة واحدة من ابرز القضايا التاريخية التي كانت وما تزال واحدة من معوقات الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. وهي القضية الفلسطينية التي افرزت تداعياتها منظومة من المزايدات خارج الاطار المفصلي. وصولاً إلى التطرف والإرهاب. وذلك في استغلال عاطفي والعبث بمصادره وعناصره في محاور وأهداف متعددة.
ومن ثم فإننا نأمل من الرئيس دونالد ترمب ان يستمع في هذا اللقاء التاريخي المختلف إلى صوت الحكمة والعدل الذي تقوده الرياض اليوم في منظومتها العربية والإسلامية .. وأن يضع ثقله لإنهاء اقدم قضية في التاريخ الحديث مازال شعبها يتوارث تفاصيل ويلاتها في ظل غياب العدل والإنصاف. وأن يعمل الرئيس ترمب على تحقيق الحل الشامل والعادل في بداية فترة حكمه. وليس كما فعل بعض رؤساء أمريكا الذين كانوا يلوحون بأنصاف الحلول لتسجيل مواقف فقط في الأشهر الأخيرة من نهاية ولاية الفترة الرئاسية للبيت الأبيض، واليوم نحن متفائلون بأن تحظى هذه الزيارة ولقاءات الرياض بالكثير من النجاحات التي تتضمنها ملفات القضايا المطروحة.
نعم نحن بحاجة إلى تفعيل شراكة ترمب في العزم على مواجهة قضايا منطقة ملتهبة لم تعد تتوقف انعكاساتها داخل حدود خارطة الشرق الأوسط. بقدر ما اصبحت تجربة تتفاعل تحدياتها ومهدداتها عالم اليوم.
 0  0  658