×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

استثمار مراكز الأحياء في ورش تربوية !

مراكز الأحياء التي تنتشر في كافة مناطق المملكة هي نقلة نوعية في مجال التربية والتعليم لم تستثمر بالشكل الأمثل حتى الآن حيث اقتصر دورها على شغل وقت الفراغ لدى كافة الطلاب من جميع فئاتهم من بعد العصر حتى العشاء، إلا أن الأمل معقود في تطوير تلك المراكز لتكون نافذة تربوية لطلاب المرحلة الثانوية على وجه التحديد من خلال توسيع دائرة مهامها لتكون بمثابة نواة للالتقاء خارج أوقات الدوام المدرسي الرسمي، باعتبار الطالب يذهب لها طواعيةً دون أية ضغوط أو دراسة منهجية تقليدية.
المراكز يمكنها تقديم كثير من الورش التربوية العملية التي نفتقدها في مراحل التعليم، والتي مع الأسف لم يكن للتعليم في المدارس تأثير ايجابي منظور في تغيير السلوك لدى أبناءنا الطلاب نحو الأفضل، فالممارسات الخاطئة التي يجنح لها الشباب في أوقات الفراغ تشكل خلل أمني على الفرد والمجتمع بشكل عام مالم يتم تدارك هذا الأمر في قيام وزارة التعليم بصياغة أهداف لهذه المراكز ومحاولة الاستفادة من فائض خريجي كليات التربية الذين هم على قوائم الانتظار ينتظرون دورهم للعمل، وذلك من خلال ترسيم هؤلاء بعقود مؤقتة لشغل وقت فراغهم، وصقل موهبتهم، واكسابهم الخبرة، علاوةً على حصولهم على مردود مادي نظير قيامهم بهذه المسؤولية باعتبارهم متفرغين للعمل في مراكز الأحياء بالفترة المسائية.
كثير من المشاغل والورش التربوية يمكن أن تشغل وقت فراغ الطلاب بالمرحلة الثانوية في هذه المراكز بالفترة المسائية، فالقصور في الجوانب التربوية واضح وجلي لدى أبناءنا الطلاب، واستثمار العمل بالمراكز يمكن أن يحقق كثير من الأهداف المأمولة على المستوى الفكري والأخلاقي والأمني والاجتماعي والصحي، كما يمكن أن يكون دور المسرح رافد من خلاله يتم التعرف والاطلاع على قدرات وإمكانات الطلاب وتعزيزها في كافة المناشط.
هذه المراكز يمكن أن تكون المكان الأمثل لإلقاء دورات تربوية محددة لتدريب الطلاب على الاسعافات الأولية كنوع من التوعية الصحية، ومحاضرات علمية فقهية لمعالجة وتفنيد الشبهات والأفكار المنحرفة.
سوف يكون لرجال الأمن(الشرطة والمرور ومكافحة المخدرات) الحضور الأقوى في هذه المراكز بما لديهم من برامج في التوعية المرورية، والتحذير من آفة المخدرات، كما للمربين والفضلاء من أهل العلم القدح المعلى في نشر القيم الأخلاقية التي تزخر بها كتب السيرة من خلال اللقاءات والاستضافة في هذه الملتقيات.
ومع ما في هذه المراكز من برامج ترفيهية وعلمية ورياضية، فيمكن أن يكون لها دور في الجوانب الكشفية والتطوعية التعاونية في الحي الذي توجد به للقيام بأدوار ايجابية لخدمة المجتمع بشكل عام.
إن إعفاء الطلاب خريجي المرحلة الثانوية من اختبار القدرات لا التحصيلي بعد التحاقهم لمدة عام دراسي في هذه المراكز ومنحهم شهادة تربوية يمكن أن تضيف رصيداً لاحقاً في التعليم والتوظيف كفيل بالتحاق كافة طلاب الثانوية بهذه الورش التي سوف يكون لها بمشيئة الله مردود ايجابي على التحصيل العلمي والتربوي ليعود عليهم بالفائدة المرجوة في المستقبل بمشيئة الله؛ والله تعالى من وراء القصد.
 0  0  592