×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

لله در المطر ما أعدله بدأ بالفساد فقتله


غرقت ابها وغرق الدلم والدمام والرياض ... أمر يستفز المشاعر ويدمي القلوب قبل العيون والمطر ليس مسؤول عن هذا الإغراق لمدننا الرئيسية والمسؤول الحقيقي فشل الخطط للبنى التحتية لتصريف السيول على مستوى الوطن إنه غياب الذمة والأمانة وغياب المسؤولية وأيضا غياب الكفاءات، ومن بركات المطر انه يعري الفساد والفاسدين ويكشف المستور تحت التراب ونحن في هذه العجالة نستخدم كلمة غرق اصطلاحا وأيضا استعارة من صحافتنا المحلية.
أضرار سيول أبها لم تكن متوقعة وكان من المفروض أن تكون أضرار سيول جدة قد أعطت دروسا لوزارة الشؤون البلدية والقروية ولكل الأمانات ورؤساء البلديات وكل الجهات ذات العلاقة لإعادة النظر في خطط تصريف السيول لكن بكل اسف لم يدركوا ان المطر لا يقبل الواسطة ولا الرشوة ولا يعرف المجاملة ولا يستأذنهم عند هطوله ولا ينحني لأحد لأن الآمر الناهي هو الله جل في علاه ثم إن نتائج احداث سيول جده وإن كانت نتائجها مريرة بل كارثية لم تكن مخرجاتها قرارات حاسمة تنال كل المقصرين والمتسببين في عشرات الضحايا وخساير تحسب بمئات الملايين بل خرجوا جميعا مكرمين معززين لم يكشف لهم غطاء وأصبحت نتائج التحقيق بردا وسلاما والدروس المستفادة أن المسؤول هو المطر لأنه لم يحترم شعورهم ولم يراعي ظروفهم ولم يتفهم انهم غرقى في الفساد الى آذانهم.
(سيحاسب المقصرين) جملة قيلة في أكثر من موقع وأكثر من حادث مماثل حتى أصبحت مصطلحا يتكئ عليها المسؤولون من الخفير الى الوزير والنهاية لا ضرر ولا إضرار.
لم يكتفي المطر سامحه الله بإغراق المدن وجرف السيارات بل تجاوز الى التعدي على القطارات فأطاح بها وقلبها رأسا على عقب والخطأ أيها الساده والسيدات أن سكة القطار اعترضت طريق السيل ولم تصمد للحظات حتى يعبر القطار ولم تعطي انذار ولو تلميحا ان السيل قادم والأعجب ان سكة قطار المدينة المنورة الممتدة من تركيا عبر بلاد الشام والأردن مرورا بتبوك لاتزال قائمة من قبل 100 سنة لم تجرفها السيول حتى محطات القطار في تبوك والمدينة المنورة لاتزال قائمة وكما يقال: نعيب المطر والعيب فينا= وما لزماننا عيب سوانا ..مع الاعتذار للإمام الشافعي رحمه الله، والسؤال كيف نعالج هذا الخلل في مشاريعنا التحتية والتنموية مستقبلا ؟!! والجواب العقاب للمتسبب بأي نسبة مهما ضعفت لأن من أمن العقاب اساء الأدب والعقاب لا يقتصر على النقل او التقاعد او الطرد بل السجن والغرامة وحتى الجلد لأن في ذلك حماية للأرواح والمحافظة على اقتصاد الوطن وتنميته ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب بعيدا عن الواسطة والمناطقيه والشلليه وقبل الختام الا يوجد نظام ومعايير للقيادات التنفيذية وهذا هو المعمول به في الدول المتقدمة؟!! وفي الختام حفظك الله يا وطني من الفساد والفاسدين والله المستعان.

صالح حمدان
 0  0  5657