×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

مات طالباً


نحن في موسم يتجدد كل عام مرتين بأفراحه وأتراحه ، فمن الطلاب من يكون التوفيق والنجاح حليفه ومنهم من يخفق في ذلك بسبب إهماله وإهمال أسرته له . . فأوجه رسالة تربوية حارّة إلى أولياء الأمور :
كم مرة نسمع في موسم الاختبارات " مات طالباً " وليعلم الجميع أن قضاء الله وقدره قبل كل شيء ، ولكن الأسباب لها أهميتها ، فالأسرة وبالذات ولي الأمر هو السبب!! يعطي ابنه سيارة غير مبالياً بأرواح الآخرين وممتلكاتهم ، أين موقف الأسرة من هذا ؟
لنرى هذه الأيام ويتكرر أمام أعيننا ذلك ـ وبكل أسف ـ بعض المراهقين يقود سيارته بسرعة جنونية تحمل في داخلها الدم الأحمر أو الموت أو الإعاقة الدائمة ، ومعه مجموعة من زملائه الشباب المراهق ؛ أين دور الآباء في التعاون مع المدرسة ومع رجال الأمن في هذه الأيام ؟
أخي ولي الأمر . . احفظ ولدك ؛ ولتعلم أنك مسئول عن ابنك ، فإن كنت مشغولاً فأرسل من يأتي به إلى المدرسة ويأخذه منها بعد انتهاء الاختبارات ، حتى لا تفجع به آخر النهار ـ نسأل الله العافية والسلامة ـ فلا يكون فريسة سهلة تخطفه الأيدي الآثمة الفاسدة ، ولا يكون ضحية شاب متهور في حادث سرعة أو تفحيط أو تهور .
فكم والله سمعنا من أسرة كانت الفرحة تغمرها والسعادة تعلو محياها بقرب تخرج ابنها ونجاحه ، ولكن سرعان ما انكسرت هذه الفرحة والسعادة ثاني أيام الاختبارات أو تاليها ، وعاشت الأسرة في حزن عميق وكربٍ شديد حزناً وألماً طوال العام بسبب فقدها لابنها وزهرة بيتها وفلذة كبدها في حادث أليم لم يرى مثله ؛ بسبب سرعة متهورة أو تجمهر في مكان تفحيط أو مصاحبة مراهق يقود سيارة .
فكم والله يقع اللوم على والده الذي أعطاه سيارته أو منحه سيارة مقارنة له بأقرانه وما زال في سن يحجرُ عليه التصرف ، جاهلاً في عقله وجاهلاً بمستقبله وجاهلاً في تصرفه ، ليهلك بها الحرث والنسل ، فربما قتل بها نفسه أو زميله أو رجلاً شيخاً كبيراً يدبّ ماشياً على قدميه في طريقه للمسجد ، فتكون وبالاً عليه وعلى أسرته وعلى مجتمعه ومدرسته .
فلماذا يا ولي الأمر تتساهل بها الأمر الخطير ، وكأنه لا يعني لك الأمر شيئاً . . فحتى لا يشغلك ولدك المراهق لا تشغل به الآخرين بمنحه سيارة إلاّ وهو يستحقها ويعي كيف يتصرف بها .
أخي ولي الأمر . . وكم من طلاب ضاعوا بعد الامتحانات بسبب الإهمال من ولي الأمر ، وقت قصير بعد الامتحان كفيل بضياع ابنك أيها الأب الغافل عن فلذة كبده ، سويعات قصيرة من الاختبار إلى الظهر تحدث فيها ما لا تحمد عقباها ، ربما موت ، ربما إعاقة ، ربما ضياع ، ربما تفحيط ، ربما مخدرات ، ربما سجن ، ربما ضحية قيادة متهورة ، ربما سيجارة ، وربما . . احفظ أبناءك وعلمهم وحصنهم واستودعهم ربك وربهم ليعودوا لك سالمين مسرورين بعد انتهاء اختباراتهم . . " اتق الله فيما استرعاك " نسأل الله العافية والسلامة للجميع .


بقلم
الأستاذ التربوي
عيسى بن سليمان الفيفي
10 / 4 / 1438هـ
الأحد
 0  0  778