×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

نوء (المرزم) في التراث الفلكي التنومي!!

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
بعد أيام قلائل في نهاية هذا الشهر يوليو (السابع الميلادي ) , ومع اكتمال شروق برج الجوزاء , يشرق نجم (المرزم) وهو الشعرى اليمانية قبيل طلوع الشمس من الأفق الشرقي, ومن سنن الله في الكون أن جعل النجوم علامات على المواسم والتقلبات المناخية,ومن هذه العلامات شروق نجم (الشعرى) الذي كانت بعض العرب تعبده فأخبرهم ربنا سبحانه وتعالى بأنه (هو رب الشعرى).

قال ابن كثير -رحمه الله-في تفسير(الشعرى) :قال ابن عباس ومجاهد وقتادة وابن زيد:هو هذا النجم الوقاد الذي يقال له مرزم الجوزاء، كانت طائفة من العرب يعبدونه , وقال ابن قتيبة -رحمه الله- في الأنواء:
الشعرى العَبُور نجم كبير يزهر، قال ذو الرمة يذكر طلوعها أول الليل في الشتاء:
(إذا أمست الشعرى العبور كأنها***مهاةٌ علت من رمل يبرينَ رابيا).

وقوله (العَبُور) تفريقا بينها وبين (الشعرى) الشامية التي تسمى (الغميصاء) وتفصل بينهما (المجرة).
ومنشأ هذه التسمية أسطورة عربية تقول إن سهيلاً والشعريين كانوا مجتمعين، فذهب سهيل إلى الجنوب، فلحقته الشعرى اليمانية وعبرت نهر المجرة، ثم لحقتهم الشعرى الشامية لكنها لم تستطع عبور نهر المجرة، فمكثت تبكي حتى غمصت عيناها فسميت (الغميصاء).

وشروق (المرزم) أي ظهوره من الشرق أول الفجر قبل طلوع الشمس,وشروقه نهاية شهر (يوليو)، بعد يوم أو يومين من اﻵن,وهو ألمع نجوم السماء قاطبة، وأنيس الرحالة في ليالي الشتاء، وحجمه أكبر من حجم الشمس بثمان مرات، وأكبر من حجم اﻷرض بعشرة ملايين مرة,ومدة نوء (المرزم) ثلاثة عشر يوماً ,وقل أن يخطيء مطره علينا في تنومة وكثير من مناطق السراة ,وأذكر العام الماضي أن أكثر أودية تنومة سالت رابع أيام (المرزم)،والعام الذي قبله سالت ثاني أيامه ,وقد كان الفلاحون عندنا في تنومة وعامة السراة يتهيأون لمطر (المرزم)، فيصلحون المزارع، ويرممون ما تهدم من الثمائل تحسبا لمطره بأمر الله جل وعلا.

ومن أراجيز كبار السن عندنا في ظهور نجم (المرزم) وقوة مطره:
(أنا المرزم المترزم منه *** العلالي والقصور تهزم
كم من زبير أهزمه لم يزم *** راعيه عود وهو على بطنه يزم)
وكنت أسمع جدتي رحمها الله تردد هذا البيت:
(يا سعد من تصبح بلاده ذرايا** لا هبّت الجوزا علينا ذيولها)

ونجم (المرزم) يقع نهاية برج الجوزاء، فهو كالذيل له.
وأتمنى من إخوتي القراء ممن يملك معلومة حول هذا الموضوع أن يدلي بها في التعليقات.
نسأل الله أن يرزقنا من فضله، وأن يغيث البلاد والعباد، وأن يكشف الضر عن بلاد المسلمين
 0  0  4751