×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

أدوات الجريمة الصامتة في متناول الجميع بدون ضابط

لم يكن يخطر على البال أن يتجرأ ابن على رفع يده في وجه أمه أو أبيه وقد تربى في حضنيهما محاط بحنان ورحمة ومحبة منهما , وخصوصا الأم التي حملت وعانت من معاناة المخاض والولادة ومن مضاعفات الحمل والتربية والمرض.

إن هذا الفعل الإجرامي الخطير الذي أقدما عليه الأخوين التوأمين باستخدام أبشع أدوات القتل وإراقة الدم الحرام , وليس أي قتل , إنه أبشع فعل إجرامي تحت السماء إنهما إبنان يتعاونان على أمهما بالطعن بالسواطير والسكاكين يلاحقانها في حجرة مغلقة لا مفر ولامناص حتى أجهزا عليها ليجعلا دمها يتناثر في كل أرجاء هذه الحجرة المشؤومة بقلوب أقسى من الحجر بلا رحمة بلا شفقة وعقول مسخت من كل مقومات الإنسانية ملوثة بفكر دموي مقيت وليس هناك أي مبرر على الإطلاق أن يقتل الابن أمه أوأبيه , ولكن ما يدعو للإستغراب والدهشة أن أدوات الجريمة متاحة في كل المحلات التجارية بلا نظام بلا ضوابط بمعنى كما يقال "ترك الحبل على الغارب" والمفروض والمطلوب عرفا وشرعا ونظاما أن تحدد محلات بيع هذه الأدوات القاتلة (السواطير والسكاكين وما يماثلها) وأن تدون هوية البائع والمشتري و تتحول مباشرة للجهات الأمنية.

إن أدوات القتل الصامتة المتاحة لكل شرائح المجتمع في محلات البيع حتى على الأرصفة تبعث على الرعب والخوف والقلق لأننا نعيش مرحلة خطيرة تتهدد الأمة والمجتمع والأسرة وحتى الأسلحة النارية تحتاج إلى إعادة نظر من حيث تداو لها واستخدامها.

إن وزارة الداخلية تتحمل أعباء كثيرة في هذه المرحلة الخطيرة من عمر الزمن لكن هذا قدرها وهذه مسؤوليتها ولامناص من ذلك وأقول وبصوت مرتفع لابد من وضع ضوابط قوية ومشددة على بيع هذه الأدوات القاتلة بحيث لا يحق لأي محل تجاري صغر أم كبر أن يبيع مثل هذه الأدوات إلا بتصريح من وزارة الداخلية وتوثق هوية البائع والمشتري وإحاطة الجهات الأمنية المعنية بذلك وعلى وزارة التجارة أن تنظم وتحدد المحلات التجارية المسموح لها ببيع هذه الأدوات القاتلة وما يماثلها من الأدوات الأخرى.
إن من يقدم على قتل أمه وأبيه وإخوته لن يتورع عن فعل أي شيء محرم يضر بالفرد والجماعة والمصلحة العامة وحتى أمن الوطن ,إنه بلا عقل وبلا وعي أنه مسير وفق منهجية إجرامية تتهدد أمننا واستقرارنا والمطلوب من الإعلام والمؤسسات الدينية والتعليمية والفكرية والأمنية البحث عن حلول يمكنها معالجة هذه الظاهرة الخطيرة التي تجتاح مجتمعنا وكما يقال :
ليس العجيب الذي بانت عداوته **** لنا ومن أتانا الضـيم والضـرر
بل العجيب الذي من صلب امتنا**** يكون عونا لمن خانوا ومن غدروا

أيها السادة والسيدات إن أتاحة وسائل القتل والاغتيال الصامتة لكل شرائح المجتمع بدون ضوابط أمنية سوف يزيد من خطورة هذا الانحراف السلوكي للشباب الخطير على حياة الناس وأمنهم وسلامتهم والله المستعان.
 0  0  1068