×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

شر الناس من يتجنبه الناس اتقاء شره

المجتمع مجموعة من الناس بكل أطيافهم يعيشون على صعيد واحد يتقاسمون بناء الحياة الحرة الكريمة كل في مجاله وفقا لما يتقنه من عمل يحتاجه الفرد والجماعة من زراعة أو صناعة أو تجارة أورعي أو حراسة أو أو الخ تجمعهم المصالح المشتركة وينظمهم الدين و يهذب أخلاقهم ويضبط إيقاع حركاتهم وسكناتهم ويحدد مسؤولياتهم وواجباتهم تجاه ذواتهم وتجاه مجتمعهم ويحدد حرياتهم في التعاطي مع الآخر فردا أو جماعة فلكل فرد حرية تنتهي تماما عندما تنال من حرية الآخرين فمثلا رفع الصوت بالقدر الذي لا يزعج أو يؤذي الجار أو من حوله والخلق الحسن يبني العلاقات الإنسانية والتواد والتراحم واحترام حقوق الغير والتسامح قال الله تعالى : (ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ) وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : (وخالق الناس بخلق حسن) وفي الحديث الشريف ( أفضل الناس أنفعهم للناس ) وتتناغم الحياة مع هذه الضوابط والقيم ولكن هناك في كل المجتمعات أناس نسأل الله السلامة والعافية جبلوا على الشر والفتنة بين الناس والكيد للآخرين والتعدي على الحدود بدون أي ضوابط دينية أو أخلاقية ينشر الكراهية في المجتمع يتصلب في رأيه ويزيد في جوره وظلمه لدود في مخاصمته لا يترك للصلح موضعا مخادعا جهولا قال الله تعالى : (والذين يؤذون المؤمنين بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا) وفي مجتمعنا على مستوى الأسرة والقرية والقبيلة أو الهجرة يوجد أشخاص إستمرأوا افتعال المشاكل والأزمات وكما يقال يصنع من الحبة قبة لا يراعي حق الجوار وحق الصحبة وحق القرابة وصلة الرحم يخرج على الإجماع في الأسرة أو الجماعة مصلحته مقدمة على مصلحة الأسرة أو الجماعة الشر في داخله تتحكم فيه الأنا وحب الذات لا يراعي حقوق الغير يعترض على كل عمل خيّر يخدم الفرد أو الجماعة يحسد الآخرين حتى على صحتهم إنه بحق شخص منبوذ كل يتحاشاه اتقاء شره , قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء شره ) صحيح البخاري .
ومما يزيد الطين بلّة أن أغلب المسؤولين يتعاطون مع هؤلاء الأشرار من الناس دون الأخذ على أيديهم ودون البحث في سيرهم الملوثة بالفتن والمشاكل وكم من مشروع للمصلحة العامة عطّلوه وكم من حق للآخرين أضاعوه وكم من أسرة أو جماعة شتتوا شملهم ونشر الفتنة والبغضاء بينهم وكم هو جميل لو تبنّى خطباء الجمعة معالجة هذه الشخصيات من خلال التحذير من هذا السلوك الذي يتعارض مع الدين والأخلاق كما ورد في القرآن والسنة وأن المصير مظلم والنهاية مؤلمة ما لم يعدلوا من سلوكهم وأن على الجهات المعنية كبح جما ح هؤلاء المتمردين على النظام والقانون والحد من شرهم المستطير وضبط سلوكهم للحفاظ على إيقاع المجتمع الطبيعي وعلى أمن وسلامة الأسرة والمجتمع وكما يقال من أمن العقاب أساء الأدب
وعلى مشايخ القبائل إبلاغ المسؤولين بخطورة هذه الشخصية المتمردة على الأسرة والمجتمع وفي الختام نسأل الله أن يديم الأمن والسلام والمحبة على الأسرة والمجتمع في وطننا الغالي والله المستعان.

صالح حمدان
 0  0  1786