×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

الحرس الوطني .. انجاز واعجاز

ابو فراج
بواسطة : ابو فراج
من باب الإنصاف والشفافية يجب علينا أن نعطي الحرس الوطني حقه المستحق من الثناء على ماقدمه طوال سنين مضت, على كافة الصعد العسكرية, والأمنية, والوطنية, والاجتماعية, والصحية, والثقافية وهو احد الأجهزة العاملة والفعالة والذي نشهد خدماته ومايقدمه للوطن في كل مكان .. الحرس الوطني ليس ثكنات عسكريه فحسب بل هو قلعة للتطوير والتحديث والتنوير .. الحرس الوطني وفي خلال اقل من ثلاثين عام قدم مالم تقدمه أجهزه مماثله في ستين عام مما يعني أن الحرس الوطني ارتاد خطط استراتيجيه ناجعة على كافة المسارات والأسس التي أرسى دعائمها الملك عبدالله رحمة الله فقد أينعت و أتت ثمارها فكانت غنية بكل ماهو مفيد للوطن والمواطن, من يشاهد هذه المشاريع العملاقة التي يقوم بها الحرس الوطني يعلم إن وراء تلك الانجازات جنود همهم الوحيد رفعة الوطن والمواطن, وتقديم مايلزم من خدمات مهمة وضرورية, ومنذ أن أمر المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز موحد هذا الكيان العظيم بإنشاء مكتب الجهاد والمجاهدين في عام 1368هـ فقد كانت تلك هي اللبنة الأولى ليتحول ذلك المكتب إلى نواة للحرس الوطني في سائر أنحاء المملكة وذلك في العام 1374هـ ثم توالت الخطوات لتبدأ تشكيلات الحرس الوطني حسب الاحتياج والظروف فيما مضى وحسب الإمكانات في ذلك الوقت, وكان الحرس الوطني في تلك البدايات يضم أعداد كبيرة من المجاهدين الذين شاركوا موحد الجزيرة في تأمين وتوحيد البلاد, رجال مخلصين صدقوا ماعاهدوا الله عليه, وهكذا صدر الأمر الملكي الكريم بتشكيل الحرس الوطني الذي يضم نخبة من ألوية المجاهدين ليكونوا النواة الأولى تبع ذلك إنشاء العديد من الفروع في كافة أنحاء المملكة بداية بفرع الحرس الوطني في مكة المكرمة في عام 1374هـ, وقد مرت مسيرة الحرس الوطني بتولي عدد من القيادات والقادة له فكان أول من تولى رئاسة الحرس الوطني هو الأمير عبدالله بن فيصل الفرحان, وفي عام 1376هـ تولى رئاسة الحرس الوطني الأمير خالد بن سعود بن عبدالعزيز, ثم بعد ذلك كانت القيادة لسمو الأمير سعد بن سعود بن عبدالعزيز واستمرت هذه المرحلة إلى عام 1382هـ. أما البداية الحقيقية للحرس الوطني الحديث والنقلة النوعية لهذا الكيان فقد كانت مع بداية عام 1382هـ والتي تمثلت في تعيين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز (خادم الحرمين الشريفين) رحمه الله رئيسًا للحرس الوطني, ومنذ ذلك الوقت تم إعداد استراتيجيه بعيدة المدى لمستقبل الحرس الوطني وكياناته ووحداته .. وهذه الإستراتيجية استمرت حتى يومنا هذا بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز ولا زالت مستمرة ومانشهده اليوم من تطوير وتحديث لوحدات وتشكيلات الحرس الوطني بعد أن أصبح وزارة ماهو إلا امتداد لتلك الإستراتيجية التي رسمها عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله واسكنه فسيح جناته, وفي السنوات الأخيرة ظهر لنا العديد من المشاريع العملاقة عسكرية ومدنية, تبناها الحرس الوطني, ففي المجال العسكري تحولت التشكيلات العسكرية من قوات عادية إلى قوات إليه مدربة على كافة الأسلحة والصنوف العسكرية وذلك نتاج مشروع التطوير المشترك مع الجيش الأمريكي ومانتج عنه من تطوير وتحديث لكافة قطاعات الحرس الوطني القتالية والميدانية, وتدريب عالي المستوى للأفراد والضباط والكتائب والوحدات والألوية والفرق, ثم شهدنا تحول المدرسة العسكرية إلى أكاديمية عسكرية ممثلة في كلية الملك خالد العسكرية التي تولت تخريج الضباط المؤهلين عسكريًا, وتحديث المدارس العسكرية وإنشاءاتها المتعددة ثم إدخال آلية الطيران العمودي والعسكري إلى الحرس الوطني والذي أضاف قوة إلى قوته ومسيرته وتسهيل مهمة وحداته, ثم البدء في إنشاء كلية القيادة والأركان وهو مشروع ريادي في المجال العسكري, لتقديم النخب القيادية العسكرية إلى القطاعات متسلحين بأحدث ماتوصلت إليه العلوم العسكرية والقيادية, ثم استحداث العديد من الألوية والوحدات الجديدة حسب الحاجة .. وفي المجال التعليمي انتشرت مدارس الحرس في كل مكان يتواجد فيه جنود ومنسوبوا الحرس الوطني.. كما تم إنشاء إسكان للضباط والأفراد في كافة المناطق التي يتواجد فيها الحرس مزودة بكافة الخدمات, وفي المجال الصحي حدث ولا حرج فقد تحولت مستشفيات الحرس الوطني إلى مراكز علاجية متخصصة وغير متخصصة, وقدمت خدمات طبية على أعلى مستوى لا ينكرها إلا جاحد, يشهد بذلك كل أبناء المملكة, ولم تقتصر خدماتها على المنسوبين بل تعدت ذلك إلى خدمة كافة أبناء الوطن بناء على توجيهات المغفور له بإذن الله الملك عبدالله رحمه الله, واستمرارية ذلك مع قيادة سمو الأمير متعب بن عبدالله, حتى اكتضت مستشفيات الحرس الوطني بالمواطنين من كافة المناطق, وهي تقدم خدمات على أعلى مستوى ويتواجد بها كوادر طبية وصحية مشهود لها بالإتقان, ولو قارنا الخدمات الطبية للحرس الوطني بالجهات المماثلة الأخرى نجد الفرق والبون شاسع رغم ما أثير مؤخرًا حول (كورونا) وماصاحبها من زوبعه الهدف منها تقليل الدور الذي لعبه الحرس الوطني في مجال الخدمات الطبية المميزة, وان كنا نود قصر تلك الخدمات على المنسوبين فهم الأحق والأولى والجهات الأخرى تتكفل بمنسوبيها, لان القادمين من خارج الحرس هم من سببوا بعض الإشكالات والازدحام, وكذلك سببوا معاناة للمنسوبين الذين هم أحق وأولى من غيرهم. وفي المجال الصحي الأكاديمي شاهدنا طفرة أكاديمية صحية وضحت في افتتاح العديد من كليات الطب والتمريض واستكمال بعض المرافق الطبية المهمة واستعراضها يطول ويطول وآخر هذه الانجازات الرائعة افتتاح فرع جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية بجدة, وفرع مركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية بجدة, ومركز العيادات التخصصية الشاملة (خزام), ومركز الرعاية الصحية الأولية في الشرايع, كما وضع الأمير متعب حجر الأساس لمستشفى الملك عبدالله التخصصي للأطفال, ومركز طب وجراحة الأعصاب والإصابات .. أليست هذه مشاريع عملاقة للحرس الوطني أضافها إلى مايملكه من مشاريع تنموية خدمية رائدة في كافة المجالات, أليست كلها تصب في صالح الوطن والمواطن وتوفير الحياة الكريمة للعسكريين والمدنيين على حد سواء؟.. من ينكر جهود الحرس الوطني على كافة الصعد هو جاهل متعمد الجهالة, ولم تقتصر خدمات الحرس الوطني على كل ما أوردناه فحسب بل هو مشارك فعال لقواتنا المسلحة في كل مكان, وكذلك للقوات الأمنية, ومساند لهم في خدمة الحج والحجيج, ومشارك فعال في مايهم الشأن الثقافي والحضاري والتراثي ممثًلا في المهرجان الوطني للتراث والثقافة .. ويصدر ثلاث مجلات مهمة هي مجلة الحرس الوطني, ومجلة كلية الملك خالد العسكرية, ومجلة الخدمات الطبية للحرس الوطني, والعديد من الكتيبات, والنشرات, والندوات, والحوارات .. هذا هو الحرس الوطني ضوء يشع بنوره في كافة جوانب الوطن وأفراده يعملون بجد وإخلاص لله ثم لخدمة المليك والوطن, بكل عزم وصلابة وهم جنود مجندة لخدمة هذا الكيان في أي وقت يحتاجهم فوق كل ارض وتحت كل سماء محافظين على الأمانة والعهود, ديدنهم في ذلك الولاء والإخلاص والطاعة لله ثم للولاة الأمر في حماية الدين والمقدسات والذود عن الوطن في كل شبر من أراضيه, وهو يحضى بقيادة واعية متمرسة ممثله في صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وهو واحد من أبناء الحرس الوطني نشأ وترعرع فيه وبين وحداته وكذلك الرجال المخلصين الأوفياء لهذا الوطن وقيادته. حفظ الله علينا أمننا ووطننا وبارك في كل الجهود المثمرة, والى مزيد من العطاء والتقدم والتطوير لما يخدم الوطن والمواطن ..

عقيد "م" / محمد بن فراج الشهري
alfrrajmf@hotmail.com
بواسطة : ابو فراج
 0  0  939