×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

يا عقلاء تنومة ..

يا عقلاء تُنومة ..
احذروا الشكاوى الكيدية فهي سهمٌ طائشٌ يستهدف القضاء على منظومة العمل التطوعي في محافظتنا.

الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، أما بعد :
فقد ساءني شخصياً وساء الكثيرين من أبناء وأهالي تنومتنا الزهراء ما تردد مؤخراً من أنباءٍ مؤسفةٍ ورواياتٍ مختلفةٍ تتناقلها الألسن في الـمجالس والـمنتديات عن إيقاف أعمـال ومناشط (مـجلس أهالي مـحافظة تنومة) الذي تم تشكيله بموافقة سمو أمير منطقة عسير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز بالرقم (2466) في 14/4/1433هـ ، وفق هيكل تنظيمي ، وأهدافٍ محددةٍ، ومهامٍ جليلةٍ، وأسماءٍ تجاوز عددها (38) شخصية من أبناء تُنومة الذين تم ترشيحهم للفترةٍ الأولى من عمر المجلس على أن تتم إعادة تشكيل أعضاء المجلس بين فترةٍ وأُخرى ممن لديهم الاستعداد للعمل التطوعي من أبناء تنومة ليعملوا تحت مظلة لجنة ذات طابع رسمي تُسمى ( لجنة الأهالي ) ، والتي تغير اسمها فيمـا بعد ليصبح (مجلس الأهالي) ، والذي يسعى لهدفٍ سامٍ يتمثل كما هو معلن ومعروف للجميع في خدمة الشأن التنومي على مختلف الأصعدة من منطلق تطوعي يدعم أجهزة الدولة لتلبية احتياجات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في هذه المحافظة .
بل إنني أجزم أن مثل هذا الخبر المؤلم كان بمثابة الصدمة المفاجئة للمخلصين من أهالي المحافظة وسكانها الأسوياء الذين كانوا يرون في ذلك المجلس مظلةً رسميةً حضاريةً تطوعيةً ينطلق من خلالها أبناء المنطقة ( المتطوعين بوقتهم وجاههم ومالهم وخبراتهم الشخصية والوظيفية ) لمتابعة مختلف الـمتطلبات التنموية للمحافظة ، وبخاصةٍ أنه لا غنى عنها لاستكمـال المسيرة التنموية والتطويرية والحضارية في مـختلف القطاعات التي يحتاجها الفرد والمجتمع في تنومتنا الزهراء .
ومع علمنا جميعاً أن القائمين على مـجلس الأهالي غير معصومين ، وربمـا يكون هناك بعض أوجه القصور في أعمالهم واجتهاداتهم ؛ إلاّ أن هذا لا يُبرر ولا يستوجب الشكوى المباشـرة والغضبة الـمُضـرية الجاهلية التي جنت على تُنومة ومسيرتها الحضارية من شـرقها إلى غربها ، ومن شمـالها إلى جنوبها ، فقد كان من الأولى فتح باب الحوار والمصارحة مع رئيس المجلس ونائبه ورؤساء اللجان فيه ، والسمـاع منم فلعل لهم عذرٌ لا يعلمه من حولهم .
ومع أننا في مجلس أهالي تُنومة نحترم جميعاً القرار الصادر من الجهات الرسمية التي أصدرته ضمن قرارٍ يشمل أنحاء مـختلفة من بلادنا الغالية ؛ إلاّ أن هذا لا يمنع أن أقف مع القراء الكرام وقفاتٍ صغتها على شكل تساؤلاتٍ أرى أن من حقي ومن حق كل غيورٍ على هذه المحافظة أن يطرحها وأن يستمع للرد عليها إن وجد حتى تتضح للجميع أبعاد هذه القضية الـمجتمعية التنومية ، ومنها :
= أولاً : نعلم جميعاً أن هذا المجلس قد تم تشكيله من مختلف أبناء تنومة ، ثم صدرت الموافقة عليه من قبل سمو أمير المنطقة ، فهو بذلك مجلسٌ رسميٌ يرأسه ويُشـرف على كافة أعمـاله سعادة محافظ تنومة ، وكان من المفترض أن يتناقش المعترض أو المعترضون مع رئيس اللجنة والأعضاء إن كان قد لحقهم من المجلس ضـرراً أو نحو ذلك ، وهو ما لم يحصل ولم نسمع به طيلة عمر المجلس .
= ثانياً : هل يستطيع هذا المعترض أو المعترضون أن يحلوا مـحل اللجنة التي قاموا بالاعتراض عليها ؟ وهل لهم أن يقوموا بما قام به أعضاؤها ؟ أم أنم لا يرحمون ولا يريدون أن تنزل رحمة الله على العباد ؛ فهم بذلك ممن قال فيهم الشاعر :
أَيُّهَا العَائِبُ أَفْعَالَ الوَرَى .... أَرِنِي باللهِ مَاذَا تَفْعَلُ؟
لا تَقُلْ عَنْ عَمَلٍ: ذا نَاقِصٌ .... جِئْ بِأوفَى ثُمَّ قُلْ: ذَا أَكْمَلُ
= ثالثاً : ألم يفكر ذلك المعترض ومن معه أن ما قاموا به من اعتراض وشكوى سيكون سبباً رئيساً في تأخير مسيرة التنمية التُنومية ؟ وسيكون عاملاً رئيساً في إعادة المحافظة إلى الوراء .
أم أن لسان حال هذا المعترض ومن معه يقول : لنعد إلى زمن المعارضات ومرحلة التأخر الحضاري الذي كنّا فيه نتفيأ ظلال ما كان يُسمى بتُنومة العليا وتُنومة السفلى ، وهي الـمقولة المشؤومة التي عانى منها أهالي الـمحافظة زمناً طويلاً وخسـروا من أجلها الكثير والكثير حتى أكرمنا الله تعالى فجاءت جهود لجنة الأهالي لتُذيبها وتُلغيها من قاموس العُقلاء ، وبذلك أصبح أبناء المحافظة يداً واحدةً في زمنٍ نحتاج فيه جميعاً إلى لم الشمل ، والحرص الشديد على وحدة الصف التُنومي ، ونبذ كل دواعي وأسباب الفرقة والشتات ، والقضاء على حـمـاقات العنصـرية القبلية الـمقيتة التي كان يُحييها بعض المنتفعين من ضعاف الأنفس ومـحدودي الرؤية.
= رابعاً : هل يمكن أن يمر هذا الاتهام الباطل والاعتراض على اللجنة مرور الكرام دون مُـحاسبةٍ أو مساءلةٍ أو تحقق مما ورد فيه من مزاعم وأكاذيب ، علمـاً أن ما أورده المعترضون من طعنٍ واعتراضٍ وتُهمٍ زائفةٍ ؛ إنمـا هو في الحقيقة جريمةٌ في حق أبناء وأهالي تنومة في الحاضـر والمستقبل ، وستلومهم الأجيال القادمة حينمـا تعرف أنهم اعترضوا وعطّلوا مسيرة التطور والبناء لهذه المحافظة .
= خامساً : هل ما حدث من اعتراض على ( لجنة الأهالي ) بمثابة بداية إيقاف أعمـال اللجان التطوعية والمجتمعية التي تعمل في المحافظة كلجنة إصلاح ذات البين ، ولجنة التنمية الاجتماعية ، وجمعية البِر الخيرية ، وغيرها من اللجان والمجالس الأُخرى التابعة للمحافظة بحُجة اعتراض المعترضين الذين لم يرُق لهم ما تقوم به هذه اللجان من مهامٍ نبيلةٍ وخدماتٍ اجتماعية ، أو لأنهم لا يتفقون مع من يقوم عليها ويعمل فيها ، أو لأنها تجتهد في تطوير وتنمية المحافظة ؟؟
= سادساً : ما هو الرأي القانوني لهذا العمل الذي قام به من في نفسه مرض ؛ ولـمـاذا لا يتم توكيل مُـحامٍ قانوني يتولى دراسة القضية لتتم الـمطالبة القانونية بحقوق أعضاء اللجنة وأبناء المحافظة من خلال تطبيق قرار مـجلس الوزراء في مادته ( الرابعة ) حول الشكاوى الكيدية ، فهذه الدعوى من أساسها كذبٌ وزورٌ لا برهان عليه ، وفيه إساءةٌ لسمعة كوكبةٍ من أبناء المحافظة الذين نعلم جميعاً أن معظمهم من المسؤولين الذين وصلوا مراتب عليا في الدولة ، وكان همهم الرئيس الإسهام مع الإدارات والجهات الرسمية في تقدم المحافظة وتطويرها على حساب جهدهم ووقتهم ومالهم ، ومع ذلك يأتي من يعترض مسيرتهم ، ويطعن في نواياهم ، ويحرص على تشويه سمعتهم ، والتشكيك في أهدافهم وغاياتهم المعلنة ، ويعمل على تعطيل مسيرة التنمية التُنومية ، وحرمان أبناء المحافظة من ثمرات ومنافع وإيجابيات العمل التطوعي المنظم بتُهمٍ باطلةٍ ، ومزاعم خاطئة لا أساس لها من الصحة ، وكأن لسان حال بعضهم يقول : إما أن أكون رئيساً لكل اللجان التنومية ومجالسها أو فلتذهب إلى الجحيم .
= سابعاً : هل سيقبل مشايخ ونواب وأعيان وأبناء المحافظة ممن عُرف عنهم حب العمل التطوعي وخدمة تنومة وأهلها ، والحرص على شـرف المراجعة والمطالبة لما فيه الصالح العام بهذا التصـرف الطائش الذي لا شك أنه ضد تنمية تُنومة ، وأنه بمثابة حجر عثرةٍ في طريق البناء والنمـاء ؟
وهل سيقف أبناء المجتمع التنومي - على وجه الخصوص - مكتوفي الأيدي أمام هذه الشكاوى الكيدية الباطلة والهادفة إلى تعطيل مسيرة التنمية في المحافظة ، والمسيئة لكوكبة من أبناء المحافظة الذين نذروا أنفسهم لخدمتها ، بتوجيهٍ ومتابعةٍ من سعادة المحافظ ذلك الرجل الخلوق الذي كان داعمـاً حقيقياً للجنة وأعمـالها التطوعية وأعضائها الكرام لتحقيق انجازاتٍ ونجاحاتٍ بارزةٍ لـمسها الجميع على أرض الواقع ، ولا يمكن أن يجحدها أو ينكرها إلاّ من لم يكن لديه أمانةٌ وانصاف.
= ثامناً : هل يعقل أن يتقبل المجتمع التنومي شكوى أعداء النجاح فتتحقق أهدافهم الخفية ، ويتم تجاهل ما قدمته لجنة الأهالي على مرأى ومسمع من الجميع ، خاصة وأن تزكية هذه اللجنة جاءت واضحة وصـريحة فيما ذكره سمو أمير منطقة عسير الأمير / فيصل بن خالد بن عبدالعزيز وفقه الله عندما أثنى على هذه اللجنة ثناءً بالغاً ، وأوصى باستمرارها لما لـمسه شخصياً من إنجازات وإسهاماتٍ إيجابيةٍ وفاعلةٍ في خدمة تنومة خلال فترة وجيزةٍ من الزمن .
= تاسعاً : أليس من حق أبناء تنومة الذين عملوا في هذه اللجنة أن يعترف المجتمع التنومي بمـا قدموه من خدماتٍ وجهودٍ واضحة ، وأن يبين للجميع ما قاموا به من أعمالٍ جليلةٍ في خدمة المحافظة ، وأن يُكشف لأبناء تنومة وأهاليها وأجيالها المستقبلية عن أولئك المعترضين وأسباب اعتراضهم الذي لم يُعرف إلى الآن ورُبمـا إلى الأبد ؟
= عاشـراً : أليس من حق أبناء تنومة الغيورين على مستقبلها أن يكون هناك البديل المناسب للجنة الأهالي كي يقوموا بالمطالبة والمراجعة والسعي لخدمة تنومة من خلال العمل التطوعي سعياً لاستكمـال متطلبات البُنية التحتية لكافة المرافق الحكومية والمؤسسات المجتمعية ومن ثم يتحقق لتُنومة الزهراء النهوض الحقيقي والرقي الحضاري والتنموي المنشود أسوةً بغيرها من مدن ومـحافظات بلادنا الغالية التي تعمل فيها اللجان التطوعية لتوفير الخدمات والاسهام الإيجابي في تحقيق مسيرة التطور والنمـاء المنشود .
أما كلمتي الـمختصـرة لإخواني أعضاء لجنة الأهالي فتتمثل في دعوتهم إلى الترفُع والتسامي عن هذه الشكوى الكيدية الساذجة،التي صدرت عن أُناسٍ في قلوبهم مرضٌ ، وفي أفكارهم صدأ, وفي نواياهم دَخن، وأن يستمروا في ما عُرفوا به من بذلٍ وعطاءٍ وأداءٍ إيجابيٍ للجهود المشكورة والـمأجورة بإذن الله تعالى ، وأن يعُدوا ما حصل مُـجرد هفوةٍ قد لا تكون تُنومية الـمنشأ ، وإنمـا هي سهمٌ طائشٌ استهدف فرسان العمل التطوعي في زهرائنا الغراء مـمن جانبهم الصواب من أبنائها ، وألاّ يُـحزِنَهم نُكران الجميل ، ومَذَمَة الـجاحدين ؛ فمـا ذلك في الحقيقة إلاّ شهادةٌ ناطقةٌ على عظيم نجاحهم ، وجميل فِعالهم .
وختاماً أقول : يا عُقلاء الـمجتمع التُنومي ، ويا أصحاب الرأي السديد والـمنطق الرشيد ، احذروا ، ثم احذروا ، ثم احذروا من أصحاب هذه التصـرفات الطائشة والاعتراضات الساذجة التي تهدم ولا تبني ، وتؤخر ولا تُقدِّم ، وتُعيق ولا تُنمّي ، واعلموا أن هناك من يسوؤه نجاح مـحافظتكم ونموها الحضاري ، وتطورها اللافت للنظر ، وتأكدوا أن الأرض لا ولم ولن تُبنى بغير حصاها ، وأن من الواجب علينا جـميعاً أن نقول للمُحسن أحسنت ، وللمسيء أسأت كائناً من كان ، وأن نتراجع عن الخطأ إذا حصل ، وأن نسعى إلى إصلاح الأمر ولم الشمل ووحدة الصف ، والأخذ بيد أبناء المجتمع التُنومي نحو الأفضل لاسيمـا وأننا نعلم أن يد الله مع الجمـاعة ، وألاّ ندع للحاقدين ومرضى النفوس سبيلاً لتفريقنا وتبديد الجهود المباركة التي ظهرت على السطح مؤخراً ، وأن نحرص على عدم الاستسلام للدعاوى الباطلة التي تسعى لنشـر ثقافة التيئيس في مـجتمعنا ، وبث روح التخاذل فيمـا بيننا ، والله تعالى نسأل أن يكفينا كيد الكائدين ، ومكر الـمـاكرين ، وحقد الحاقدين ، وحسد الحاسدين ، وشمـاتة الشامتين ، وجهالة الجاهلين ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالـمين .


بقلم أ. د/صالح بن علي أبو عرَّاد
 0  0  4026