×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

" بوابات الفرص "

قد ينفجر الإبداع والطموح فجأة في شخص كبلته قيود التبعية ، أو بسبب رئيس أو قريب كتم أنفاسه ردحا من الزمن.
ثم وجد فرصة تحرر من قيوده ، فوجد نفسه مبدعا متميزا يثني عليه الناس ،( باختصار : اكتشف كنزا من الفكر والعطاء ، والقدرة على انتاج و تصدير الإبداع ).

وقفت على مواقف عدة خلال مسيرتي في التعليم ، تعجبت من التحول العكسي في رجل منعوت بالإهمال ، ولكنه وصل إلى كبينة القيادة .

في أحد الأيام تشرفت بزيارة مدرسة تشتهر بالتميز والتفوق العلمي لطلابها ، التقيت بمديرها الذي ينبض بالحيوية ؛ اطلعني علي نقاط القوة في مدرسته وجوانب التفوق لديه ؛ اعجبت بتلك الروح الوثّابة التي تعانق القمم ولاتقبل بغيرها ، ثم طلبني في نهاية الزيارة أن أقف معه في إزالة عائق يقف أمام أحلامه !!
إنه معلم مادة ( .... ) يقول عنه : إنه رجل مهمل ، يأتي متأخرا ، يكثر الغياب ، لا يتقبل التوجيهات ، عرضتُ عليه حلولا لاستصلاحه فقال : لم أترك سبيلا مما ذكرت إلا وطرقته .

استدعيتُ المعلم دون أن يعرف سرّ حواري معه ، كان سلسا في حديثه ، مترابط الأفكار ، اكتشفت أنه طاقة كامنة لو مُكّن له ، وأنه يمتلك مهارات لا يمتلكها مديره ، وأن لديه نزعة نحو القيادة ، وأن تمرده تعبير عكسي لإثبات وجوده .

عرضت على المدير أن يرشحه للعمل وكيلا أو مديرا ، قهقه ضاحكا وقال ساخرا : ( أبشر ).

هذا المعلم الآن يعمل مديرا لإحدى المدارس ، وهو مثال للانضباط والإنجاز وحسن التصرف والاحترافية في إدارة الفريق.

أحبتي : نحن بحاجة ماسة لفهم الآخرين ، وأن نتعلم أنماط الناس وطريقة تفكيرهم.

وكم من قائد مدرسة اكتشف مثل تلك الشخصيات ، فأسهم في دفعه نحو ميوله واتجاهاته ، وكان حسنة من حسنات ذلك القائد .
لم يفكر في شطب اسم المعلم من سجل الدوام ، وإنما فكر في إعادة تهيئة المناخ المناسب له .

تحياتي لكل قائد له لمسة في دفع الآخرين لتسلق سلم النجاح.

عبدالله حسن
المشرف التربوي بتعليم النماص
 0  0  896