×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

لماذا الفرح بخروج الهلال..؟!!

لماذا الفرح بخروج الهلال..؟!!

عبدالله محمد فايز الشهري

خرج الهلال من الآسيوية خروجاً مراً أحزن أنصاره وجعلهم يذرفون أشكال متعددة من الدموع مابين دموع قهر ودموع حزن ودموع براءة سالت من المآقي وساحت على الوجنات ألماً وحرقة لفقد اللقب وتبخرت معه أحلام السنين وتهدمت أعشاش العصافير قبل أن تفقس بيوض الأمل فيها بأن يكون الهلال سفيراً جديداً لآسيا والثالث من المملكة العربية السعودية ضمن أندية العالم المتأهلة للبطولة العالمية , لأن أنصار الهلال مع الأسف يرون أنه الوحيد والأجدر بهذه المهمة العالمية وأن غيره لم يكن يستحق المشاركة في بطولة الأندية الأولى وظلوا على وضع التشكيك منذ خمسة عشر عاماً مضت حتى الآن .

هكذا كانت تبنى الأحلام وترسم معالم الإحتفال بالإنضمام إلى نادي العالمية وتتويج الهلال بها قبل أن يسدل الستار على أحداث ذلك النهائي وقبل أن تلفظ صفارة الحكم آخر نفس في عمر المباراة بفعل الغطرسة والمكابرة وتقمص شخصية الكبرياء.

ولأن الهلال فريقاً سعوديا شاء من شاء وأبى من أبى فليس هناك من بد للبحث عن أسباب ظهور حالات فرح عارمة صاحبت خروجه المر بعيداً عن رؤية أنصاره لأنها لن تتعدى وصفهم بعدم الوطنية وضعف دينهم وأنهم أنصار الشماتة والغيرة وما إلى ذلك من الأوصاف التي تصب جميعها في أن كل ذونعمة محسود وأن الهلال محسود على تفوقه من وجهة نظرهم ومن هذه العبارات التي تتردد يومياً في صحافة الهلال وكانت من الأسباب التي ساهمت في ظهور تيارات متعددة ومن مختلف أنصار الأندية الأخرى لتقول لمروجي هذه الإشاعة من مستصحفي الهلال وملاحقه الرياضية على رسلكم فليس التشفي بالهلال والسخرية منه لهذا السبب, بل لأنكم أنتم من صنع للهلال أعداء وأنتم من ترافع عنه مقابل النيل من الآخرين وأنتم من أوجد للكلمة الوضيعة قاموساً تستخرجونها منه كلما أردتم تقزيم الآخرين وأنتم من ينشر آلاف المواد الإعلامية يومياً على صفحاتكم كلها تهكماً وتقزيماً وتقريعاً وإستنقاصاً وإستقصاداً لمن يختلف معكم في نظرتكم للنقد نزولاً عند رغبة ميولكم وأنتم من ناصب إتحاد كرة القدم العداء لأنه لم يكن ضمن محسوبيكم ورفعتم لجاناً ووضعتم أخرى حسب ربحكم منها وحسب خسارتكم في عرفكم أنتم فقط وليس في عرف المهنية والنقد البناء الذي تستقيم به الأمور ويصلح به الإعوجاج لأن أغلبكم دخل مهنة الصحافة الرياضية بعيون زرقاء ونظارات زرقاء فأنى لكم أن تشاهدوا غير اللون الأزرق .

كنتم تمضون بالهلال ولا تزالون في سراديب مظلمة وهو معصوب العينين معتقداً أنكم تمضون به إلى قلوب عشاقه دون الإساءة للآخرين , فإذا بكم تضعونه في ساعة الجد ولحظة المؤازرة في مهمته الخارجية أمام حقيقة مرة أذهلت المتابعين في الخارج وطرحت العديد من التساؤلات هنا وجعلت بعض المشائخ يتحدثون عن ظاهر الحدث في لومهم لبعض من قام بتشجيع الفرق الأجنبية ضد الهلال دون معرفة الأسباب المؤدية إلى ذلك ولماذا حدث هذا ولمصلحة من دون أن يعلمون أنكم سبب تجييش بعض الجماهير المحلية لمهمة كهذه وأنكم من أوقد نار الفتنة والتعصب فادخروها لكم ولفريقكم المغلوب على أمره ليعلنوها صراحة في مشهد عالمي بأنهم ضد الهلال طالما بقي إعلامه وصياً عليه راضياً بأن يساء لأنديتهم من أجله وبإسمه أيضاً.

الهلال ياسادة صرحاً سعودياً نفخر به ولكن منابره الإعلامية محتلة وناصية الكلمة فيه بيد إعلام لايعي مايقول ولا يدرك أنه ينفخ في نار التعصب يومياً وأنه يبث الفتنة بين الجماهير السعودية بمختلف ميولها تحت غطاء النقد وحرية الرأي حتى أصبحت معظمها متفقة على الشماتة بالهلال ليس كرهاً فيه بقدر ماهو إمتعاضاً من دور صحافته التي ظلت تلعب بالنار لسنوات طويلة إلى أن إشتعلت في أقمصتها وأوراقها المتراكمة طوال السنين واكتوى الهلال بنارها في أهم منعطف لمسيرته الرياضية , ولأن الهلال لم يكن له دور في ترويض إعلامه وإشعاره بأن مصلحة الهلال تتطلب مد يد التسامح لمختلف مشجعي الأندية الأخرى لتضيق مساحة التعصب ولتتقارب القلوب وليبقى التنافس على أرض الملعب فقط ولكن رؤية ذلك الإعلام وسيطرته التامة على الهلال جعلته يهيمن بقوة على كل شيء فيه وترسيخ مبدأ أن يكون النقد برداً وسلاماً على الهلال وأجهزته الفنية والإدارية وجماهيره وأن يكون النقد لغيره سعيراً وزمهريراً .

إذا هناك أسباب وهناك دواعي جعلت للهلال خصوماً وبكل تأكيد أن فيها دروساً وعبراً يجب أن يستفاد منها في لم شمل الشارع الرياضي ونبذ التعصب من خلال إجتثاث رموزه ونقلهم وما يملكون من أدوات يستخدمونها في صناعة التعصب والشحناء والتفرقة بين الجماهير والأندية من ميادين الصحافة إلى مدرجات ناديهم حتى لايزيد الإحتقان وتزداد مساحة الغل بين الأندية بسبب ثلة هم أبعد عن الوطنية بعد الثرى عن الثريا وإن لم ينظر إلى هذا الجانب فالأيام ستظهر المزيد من حالات التطرف الرياضي طالما بقيت مصادر تغذية التعصب مشتعلة.


صحيفة الكبار الرياضية
 0  0  6517