×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

رمضان قديما في تنومة

رمضان قديما في تنومة

بقلم الأستاذ/ عبدالرحمن نوح الشهري

يختلف رمضان في الماضي عنه في وقتنا الحالي ,فمنذ ان يقترب رمضان سابقاً حتى يأتي كبار السن للحديث عن اقترابه وكانوا يسمون شهر شعبان ( قصير ) لسرعة انقضائه وكان لشهر رمضان اطعمة خاصة لا تصنع الا فيه كالمهلبية( الكاسترد) وكانت توضع المهلبية في صحون تسمى ( الصين ) لونها ابيض وبها صور ورود وكان المحظوظ من الاولاد من يأخذ ما بقي في القدر في حالة الانتهاء من اعداد المهلبية في وقت العصر وكانت بنكهة الموز ( قطر موز) اما مشروب ( الفيمتو) أو كما يطلق عليه آنذاك الشوربيت فيوضع في طاسه من معدن ( التوت ) كبيرة الحجم تتسع لما يقارب (5) ليترات ويمزج مع الماء والسكر ويظهر ذلك المشروب بلونه الاحمر الزاهي وطعمه السكري الذي يستهوي الجميع ويكون الافطار على فترتين بعد اذان المغرب ويكون عادة تناول القهوة والتمر فقط ثم يذهب الجميع لصلاة المغرب ويعودون مسرعين لتناول الفطور الثاني وهو الرئيسي ويتكون من فطير البر المعد في التنور(الميفا) ويقسم الفطير بالتساوي بين أفراد الأسرة والمهم في الأمر ان تحافظ على قسمك بالقرب منك وإلا إلتهمه غيرك ,وشوربة ( الكويكر) الشهيرة , وهكذا كانت البساطة في أجمل لحظاتها هي عنوان مائدة الإفطار في رمضان , وكانت هذه الوجبة هي السائدة تقريباً وموجودة في معظم البيوت, وبعدها يؤدون صلاة العشاء والتراويح في المساجد القديمة في القرى والمكونة من الحجر والطين فقط وكانت الإضاءة عبارة عن سراج صغير ( فانوس) وكان من يؤم المصلين كبير السن وجميع القراءات من السور القصيرة التي تكرر في كثير من الأحيان كون الإمام في الغالب لايحفظ إلا قصار السور,وكانت فرحة صغار السن في شهر رمضان تتمثل في شراء كشافات ابو حجرين ويتباهون بها فيما بينهم وخاصة بعد صلاة العشاء لانهم يجلسون في حرم المسجد وهم يوجهون أنوارها نحو الزوايا المظلمة وكل ماكانت شدة الإضاءة أقوى كلما زاد فخر صاحبها الى ان تنقضي صلاة التراويح ويخرج الاباء من المسجد ويقضون بعض الوقت للسمر في جو جميل مع اضاءة خافته هادئة لفانوس المسجد لما يقارب نصف الساعه تقريباً ثم العودة إلى المنزل للخلود إلى النوم وتبقى مسؤولية القيام واعداد السحور من مهام الأم وتقوم قبل الجميع بساعه او ساعتين لتحضير وجبة السحور وهي الكبسة او عصيدة ويقوم الاب بإيقاظ الاولاد والبنات ويحثهم على القيام لتناول السحور , ولم يكن هناك مجال للنوم في نهار رمضان فالكل يمارس عمله من الصباح الباكر حتى المساء مع الأخذ في الإعتبار أن أجواء المنطقة تساعد على ممارسة العمل بشكل طبيعي وهكذا على مدار ثلاثون يوما.

انها السعادة في أجمل صورها قديماً رغم بساطتها وقلة تنوع الأطعمة والملبوسات والألعاب كما هو حالنا اليوم الذي زالت فيه الفوارق تماماً بين المدينة والقرية .

وختاماً اسأل الله العظيم الكريم ان يجعلنا من المقبولين في هذا الشهر الكريم

تنومة
 0  0  2908