×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

الموهبة واختيار الطرح والإلتزام بالموضوعية

الموهبة واختيار الطرح والإلتزام بالموضوعية

بقلم / سعيد علي ال عباس الشهري

إن للكلمة وقعها على المطلع بقدر ما تحمل من مضمون إذ يقع على الكاتب مسؤولية أخلاقية بقدر القيمة التي تحملها مقولته ولأن الكتابة بشكل عام مسؤولية يتسع حجمها أو يضيق بالقدر الذي تحويه هذه الكتابة أو تلك من مصداقية وتأثيرٍ وصدى ولم تكن الكتابة الأدبية أو الصحفية كالمقالة أو التقديم أو التعليق للتسلية إلا إذا خرجت عن المضامين المتعارف عليها فعند ذلك تصبح ثرثرة فاقدة المعنى إذا لم تنص أو تأتي بما يفيد كفكرة أو مواضيع جديرة بالتمعن والإشباع الذي يجلو للمطلع الهدف أو المقصود بعيداً عن التعمية والتلميح .

ولأن الموهبة لأي حامل فكر نثراً كان أو شعراً هي الاساس شريطة صقلها بالتنويع بالاطلاع المعرفي بوسائله المتعددة . وتختلف نسبة الموهبة و مقياسها وحدودها فمن الموهوبين المتفوق وما دونه والمتدني والكل موهوب ولكن الموهبة تبرز نفسها في النتاج في أي نوع من الكتابة النثرية أو الشعرية وفي إطار ذلك القصة والرواية فالعمل هو الذي يفرض نفسه ويحوز على الرضى والحكم له أو عليه .

وقد كثرت الكتابة على اختلاف مستوياتها وكتابها وكثر الشعر وخاصة العامي منه على اختلاف مستوياته وكُتّابه كذلك وبقدر الكثرة كثر الهزيل والتكرار والتقليد والاستعارة وكذلك القصة والرواية فهي تعاني من الضعف وكثرة الاقتباس من القصص الغربية والغريبة عن واقعنا وثقافتنا الاجتماعية إلا ما ندر.

ولم يسلم الشعر الفصيح من أن ينتحله أو يتطفل عليه من لا يجيده ولا يعرف بحوره ولا يسبر أغواره ولا يملك لغة شعرية تؤهله لقوله أو كتابته أو تدوينه لذا فاننا نتفق بأن الكتابة بشتى أنواعها مسؤولية يتحملها صاحب القلم أو الفكر ولكن اختيار الطرح ووضوح الرؤيا وانسيابية الاسلوب بعيداً عن الاسهاب فإن الدخول الى صلب الموضوع أو الهدف أصبح مطلوباً أكثر من أي وقت مضى حيث أن الاطالة في العرض والتوسع مملة لاستغراقها الوقت خاصة ونحن في زمن السرعة والملل من القراءة .

ثم إن الموضوعية والتركيز عليها صفة مطلوبة ومرغوبة بحيث يُتطرق إليها مباشرة وعدم اهدار الوقت والاثقال على المطلع بالكثير من الترديد والتكرار الممل ثم إن الاغراق في الاخذ والرد خاصة في الامور القليلة القيمة والتي ربما تركها جملة وتفصيلاً أفضل من الخوض فيها والمطلوب هو الاتجاه الى التنوير ومعالجة قضايانا البيئية والاجتماعية والاقتصادية والصحية والتعليمية فإن الجدوى فيما ينفع الناس حاضراً ومستقبلاً أما ما عفى عليه الزمن والتباكي عليه فقد انتهى وإلى غير رجعه على أمل أن تتسم كل اطروحاتنا بالاعم من الفائدة بعيداً عن العناد والتشنج والاصرار على الرأي حتى وإن كان خاطئاً أو لا يخلو فجل من لا يخطئ والله خير معين .

كاتب في موقع تنومة
 0  0  2064