استفتاء على حكم الرئيس .. أم على وعي الشعب؟
 |  | |
استفتاء على حكم الرئيس .. أم على وعي الشعب؟ بعيداً عن قضية عمر البشير مع محكمة الجنايات الدولية .. وبعيداً عن صحة الاتهام وحق الدفاع. وسواء تم مثول البشير أمام المحكمة ظالماً أو مظلوماً. إلاّ أن الشعب السوداني قد كسب قضية أهم من البشير وأهم من ملف محكمة الجنايات وذلك من خلال المشهد العام الذي سجله السودانيون على الأرض وأمام العالم. عندما خرج رئيسهم في جولات خطابية من فوق عربات مكشوفة دون أن يصاب بأي أذى أو مكروه .. حتى وسط حشود سكان دارفور منطقة النزاع ومعقل المحاربين واصحاب الثأر الذين احتشدوا في صورة مؤثرة من بين أنقاض الحرب والفقر مروراً بمقابر موتاهم ليعلنوا تضامنهم مع الرئيس!! وهذا لا يعني انه لا يوجد بين هذه الحشود معارضون لحكومة البشير ولا حاقدون عليه سواء داخل دارفور أو في بقية المدن السودانية لكن الشعب السوداني اثبت أنه مثال للديموقراطية وأنه صاحب أخلاقيات ومبادئ تجاوزت كل ديموقراطيات العالم. حيث لا يمكن لأي رئيس دولة أن يتجول بنفس الطريقة \"العشوائية\" التي طاف بها الرئيس السوداني عدداً من المدن دون احتياطات أمنية مكثفة وهنا يخطئ من يعتقد أن المشهد كان استفتاءً على حجم حب السودانيين لرئيسهم فقط .. ولكنه كان تأكيداً للعالم أن هذا الشعب ليس دموياً وليس له سجل سابق في الاغتيالات مهما بلغ من حجم الخلاف والاختلاف مع قياداته .. كما أنه أثبت رفضه لاي حلول لقضاياه يكون ثمنها اعتقال رموزه ومحاكمتهم في الخارج. ومن ثم فإنه من الحكمة أن يعمل الرئيس عمر البشير على درء تطورات قضيته خارج السودان وليس من الداخل ولا من خلال طرد منظمات الإغاثة الذين قال أنه لم ينل سوى \"12\" منظمة !! ولا التهديد بطرد سفراء الدول الغربية من الخرطوم. كما أن التشنج في مفردات الكلام لا بالعصا ولا بالحذاء سوف تؤدي إلى حل يلغي ملف القضية. بل يجب ترجيح الطرق الدبلوماسية وإعطاء المجال للحلول العربية كي تقوم باستخدام ثقلها السياسي والاتصالات المؤثرة لدى مصادر صناعة القرار الدولي. تمهيداً لإلغائه وذلك متى ما خفت حدة التوتر اتجاه القضية وليس كلما استمر عمر البشير في \"صب الزيت على النار\"!! ناصر الشهري مدير تحرير صحيفة البلاد السعودية | ||
 |  |
